كيفية التحلل وذبح هدي الإحصار لمن مُنع من دخول مكة؛ لعدم التصريح

السؤال
في الحج الماضي ردَّت الشرطة بعض القادمين إلى الحج بدون تصريح، وسؤالي: هل ينطبق على هؤلاء حكم المُحصَر حيث إن بعضهم لم يشترط؟ وكيف لهم أن يذبحوا هديًا في محلهم وهم لم يسوقوا الهدي؟ فهل لهؤلاء أن يُوكِّلوا حاجًّا في مكة يذبحه –يعني: يذبح الهدي- إذا ذبح الهدي يوم العيد، أم ماذا يفعلون؟
الجواب

إذا مُنع من دخول البيت والوقوف بعرفة صار مُحصرًا حينئذٍ، كما مُنِع النبي –عليه الصلاة والسلام- من دخول البيت في الحديبية، فلما مُنِع ذَبح هديَه، وحلق شعره، وتحلَّل ورجع.

فهذا المُحصر الذي منعتْه الشرطة من دخول البيت لأنه لم يحصل على تصريح:

- إن كان قد اشترط فقال: (إن حبسني حابسٌ فمحلي حيث حبستني)، فله على ربه ما اشترط وما استثنى، كما جاء في حديث ضباعة بنت الزبير –رضي الله عنها- قالت: إني أريد الحج وأجدني شاكية، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «حجِّي واشترطي، فإن لكِ على ربكِ ما استثنيتِ» [البخاري: 5089 / ويُنظر: النسائي: 2766]، وحينئذٍ لا شيء عليه.

- فإن لم يشترط، فإن تمكَّن أن يتحلَّل بعمرة وهذا لا يُتصوَّر؛ لأنه مُنع من الدخول، فحينئذٍ يلزمه أن يذبح الهدي حيث تيسَّر، سواء كان في موضع الحصر إن وجد وإلَّا في غيره، المقصود أنه لا يتحلل حتى ينحر هديه، فإذا نحر هديه تحلل في أي مكان ولو في بلده، وعليه حينئذٍ أن يوزعه على الفقراء ولا يأكل منه شيئًا، ثم يحلق رأسه أو يقصره بنية التحلل كما فعل النبي –عليه الصلاة والسلام- في الحديبية، والله أعلم.