أداء صلاة الضحى جماعة، وقراءة سور معينة فيها

السؤال
ما حكم أداء صلاة الضحى جماعة؟ وهل لا بد أن أقرأ فيها سورًا معينة؟
الجواب

صلاة الضحى جاء فيها أحاديث في الترغيب فيها، فمنها قوله -عليه الصلاة والسلام-: «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة» والسلامى: المفاصل، وعدَّتها ثلاثمائة وستون، ثم قال: «فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة» إلى أن قال: «ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى» [مسلم: 720]، وجاء عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه أوصى بعض أصحابه –رضي الله عنهم- بصلاة الضحى مع غيرها. المقصود أن صلاة الضحى من السنن التي جاءت وصية النبي -عليه الصلاة والسلام- لجمعٍ من أصحابه بها، فهي سُنة مؤكدة.

أما صلاتها جماعة فإن كانت في بعض الأحيان من أجل تنشيط بعض الناس ببعض، فلا مانع من ذلك كغيرها من السنن، وأما المداومة على ذلك فلا.

ولم يرد فيها سور معينة كما ورد في ركعتي الصبح، وركعتي المغرب، وصلاة الجمعة، وغيرها من الصلوات التي جاء فيها تعيين السور.

يقول النووي في (شرح المهذب): (قد سبق أن النوافل لا تُشرع الجماعة فيها إلا في العيدين والكسوفين والاستسقاء، وكذا التراويح والوتر بعدها، إذا قلنا بالأصح إن الجماعة فيها أفضل، وأما باقي النوافل كالسنن الراتبة مع الفرائض، والضحى، والنوافل المطلقة، فلا تُشرع فيها الجماعة، أي لا تستحب، لكن لو صلاها جماعة جاز، ولا يقال: إنه مكروه). ومما ينبغي الانتباه له الفرق بأن يُرتَّب لهذه النوافل أنها لا تُصلى إلا جماعة، فحينئذٍ -وهي في الأصل غير مشروعة- يُنهى عنها، وقد تدخل في حيِّز الابتداع، إذا كانت صلاة الضحى لا يصليها إلا جماعة، أو راتبة الظهر لا يصليها إلا جماعة، ويداوم على ذلك، ولا يفعلها إلا بهذه الصفة، أما إذا فُعلت أحيانًا فلا مانع من ذلك -إن شاء الله تعالى-.