درجة حديث: «الشتاء ربيع المؤمن»

السؤال
لماذا يُطلقون على الشتاء أنه ربيع المؤمن؟ وهل ورد في فضله حديثٌ صحيح؟
الجواب

روى الإمام أحمد في مسنده من طريق ابن لهيعة، قال: حدَّثنا درَّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ، عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «الشتاء ربيع المؤمن» [11716]، وفي الإسناد ابن لهيعة ودرَّاج، وكلاهما ضعيف، فالخبر بهذا الإسناد ضعيف.

وفي (مسند أبي يعلى)، قال: حدَّثنا أبو كُريب، قال: حدَّثنا رِشْدين...قال: «الشتاء ربيع المؤمن» [1061]، ولا شك أن رِشْدين بن سعد ضعيفٌ أيضًا.

وفي (السُّنن الكبرى للبيهقي) من طريق ابن إسحاق، قال: حدَّثنا أبو الأسود، قال: حدَّثنا ابن لهيعة، عن درَّاجٍ أبي السَّمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ الخدري قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «الشتاء ربيع المؤمن، قَصُر نهاره فصام، وطال ليله فقام» [8532].

وعلى كل حال ما دام من طريقٍ تفرَّد به درَّاج أبو السَّمح، والطريق الأخرى فيها رِشْدين بن سعد، وكلاهما ضعيف، وعلى كل حال الهيثمي في (مجمع الزوائد) حسَّن إسناده، رأى أن الضعف ليس بشديد، وأنه ينجبر بالطريق الأخرى وهي ضعيفة، فيصل عنده إلى حدِّ الحُسن، فيكون من باب الحَسن لغيره، والحديث قابل للتحسين، ومعناه صحيح، فالشتاء ليله طويل فيُعين على القيام، ونهاره قصير فيُعين على الصيام، وإن كان من جهةٍ أخرى ليل الشتاء فيه شدة في قيامه؛ لشدة البرد فيه، وصيام الهواجر فضله معلوم، فيترجَّح صيام الصيف وأيام الحر، لكن المقصود من الحديث «الشتاء ربيع المؤمن» –إن صح-: أنه يَسهل فيه العبادة من الصيام والقيام، فينام الإنسان نومًا كافيًا، ويقوم ويصلي، ويرجع وينام، فيؤدِّي هذه السُّنَّة مع الراحة والاطمئنان، بخلاف ليالي الصيف، وكذلك نهار الشتاء قصير لا يلزم عليه مشقة عظيمة، بل يحصل الصيام مع هذه الراحة، والله أعلم.