درجة حديث: «مَن مات وهو يدعو من دون الله ندًّا دخل النار»

السؤال
ما صحة الحديث الذي فيه أن الذي يموت وهو يدعو مع الله أحدًا يدخل النار، وكيف يَحذر الإنسان ذلك؟
الجواب

جاء في (البخاري) عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن عبد الله، وهو ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- كلمةً، وقلتُ أخرى، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَن مات وهو يدعو من دون الله ندًّا دخل النار»، وقلتُ أنا: مَن مات وهو لا يدعو لله ندًّا دخل الجنة [4497]، والندُّ: هو الشبيه والنظير.

(كيف يحذر الإنسان ذلك؟)، لا بد أن يعلم حقيقة التوحيد؛ ليعتقده، وأن يعلم الشرك المضاد للتوحيد؛ ليجتنبه، فلا بد من العلم في هذه الأمور، وأما مَن يجهل التوحيد فقد يقع في الشرك، والذي لا يعرف الشرك يكاد أن يقع فيه، وكيف يعتقد التوحيد الصحيح الخالص مع تحقيقه وتنقيته من شوائب الشرك والبدع وهو لا يعرفه؟ لا عمل إلا بالعلم. وقد يقول قائل: (عوام المسلمين لا يعرفون بالتفصيل مسائل الاعتقاد)، جاء عن عامة أهل العلم أن تقليد الأئمة المحقِّقين فيما يقولونه يكفي في هذا، ويُعفى عما عدا ذلك مما لا يعرفه إلا أهل العلم؛ لأنه ليس كل الناس من أهل النظر والاجتهاد، وأهلُ العلم في الناس ليسوا بالأكثر، بل الغالب عوام الناس، ولكن مع ذلك على مَن استطاع أن يتعلَّم ويبذل جهده ليعرف هذه الأمور أن يتعلَّم ويعرفها؛ ليجتنبها، يقول الله -جل علا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6]، قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "بالعلم"، فكيف تقي نفسك من النار وأنت لا تعرف كيف تتقيها؟ والله أعلم.