معنى حديث: «أذودُ الناسَ لأهل اليمن»

السؤال
سمعتُ في قناة الحديث النبوي حديثًا فيه أن الرسول-صلى الله عليه وسلم- يقول: «أذودُ الناسَ لأهل اليمن»، ما معنى هذا الحديث؟ وهل هو حديثٌ صحيح؟
الجواب

الحديث صحيح في (صحيح مسلم) عن ثوبان أن نبي الله –صلى الله عليه وسلم- قال: «إني لَبِعُقْرِ حوضي أذودُ الناسَ لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يَرْفَضَّ عليهم». فسُئل عن عَرضه فقال: «من مقامي إلى عمَّان»، وسئل عن شرابه فقال: «أشدُّ بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، يَغُتُّ فيه ميزابان يَمُدانه من الجنة، أحدهما من ذهب، والآخر من وَرِق» [2301].

في (شرح النووي): (قوله –عليه الصلاة والسلام-: «أذودُ الناسَ لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يَرْفَضَّ عليهم» معناه: أَطْرُد الناس عنه غير أهل اليمن؛ ليرفَضَّ على أهل اليمن، وهذه كرامةٌ لأهل اليمن في تقديمهم في الشُّرب منه؛ مجازاةً لهم بحُسن صنيعهم وتقدُّمهم في الإسلام، والأنصارُ من اليمن، فيَدفع غيرهم؛ حتى يشربوا، كما دفعوا في الدنيا عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أعداءَه والمكروهات، ومعنى «يَرْفَضَّ عليهم» أي: يسيل عليهم).

وعلى كل حال هذا فيه فضل أهل اليمن، وجاءت أحاديث أخرى في فضل مكة والمدينة، وفضل أهل الشام، فهذه فضائل لهذه البلدان، ولا يعني أن كل فردٍ من هؤلاء أفضل من كل فردٍ من غيرهم، وقد كانت سبيَّة من بني تميم عند عائشة -رضي الله عنها-، فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أعتقيها فإنَّها مِن ولد إسماعيل» [البخاري: 2543]، فإذا وجِد فضيلة في قبيلة أو في بلد لا يعني أن هذه الفضيلة شاملة لكلِّهم، وإنما قد يُعارضها ما هو أشدُّ منها مما يرتكبه بعض الناس مما يُقابل هذه الفضائل من الرذائل.

وعلى كل حال جاء في الحديث الصحيح «الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانيَة» [البخاري: 3499]، ولا شك أن هذا فيه بيان فضلهم، وقد يُوجد في بعض البلدان من يقوم بأمر الدين، والدعوة إليه، والذود عنه، والجهاد في سبيل الله مَن يكون من هذه الجهة أفضل من بعض سكان هذه البلدان التي جاءت الأخبار بفضلها، والله أعلم.