المقصود بـ"القَصَّة البيضاء" في الحديث

السؤال
ما المقصود بـ"القَصَّة البيضاء" في الحديث [البخاري: 1/71]، والتي يجب أن تنتظر المرأة حتى تراها لتغتسل وتصلي؟
وفي حال تقطُّع الحيض عند المرأة هل يلزمها التوقف عن الصيام والصلاة؟
الجواب

القَصَّة البيضاء: ماء أبيض سائل يدفعه الرحم عند انقطاع الحيض، قال مالك -رحمه الله-: (سألتُ النساء عنه فإذا هو أمر معلوم عندهنَّ يعرفنَه عند الطهر)، يُشكل على هذا أن بعض النساء لا يوجد عندهنَّ هذا، فلا يخرج منهنَّ سائل عند الطهر، وحينئذٍ يُعرف الطهر بالجفاف، في (فتح الباري) لابن حجر يقول: (اختلفوا في إدباره -يعني: انقطاع الحيض-، فقيل: يُعرف بالجفوف، وهو أن يخرج ما يُحتشى به جافًّا)، يعني: أن المرأة تُدخل قطنةً في فرجها أو نحو القطنة وتُخرجها فتخرج بيضاء ليس فيها شيء، فحينئذٍ يكون الأمر قد جفَّ وانقطع حيضها، لكن مَن توجد عندها القصة البيضاء مطَّردة وتراها عند انقطاع كل حيضة فإنه هو المعتمد عندها، يقول ابن حجر: (فقيل: يُعرف بالجفوف، وهو أن يَخرج ما يُحتشى به جافًّا، وقيل: بالقصة البيضاء، وإليه ميل المصنِّف -الذي هو البخاري- كما سنوضحه،...وفيه أن القصة البيضاء علامة لانتهاء الحيض، ويتبيَّن بها ابتداء الطهر، واعتُرض على مَن ذهب إلى أنه يُعرف بالجفوف بأن القطنة قد تخرج جافة في أثناء الأمر)؛ لأن الحيض قد ينقطع في أثنائه، ثم يرجع في الوقت نفسه أو بعده بيسير، أو في أثناء اليوم، ولو خرجت القطنة بيضاء فإنها لم تطهر في هذه الحالة، يقول: (فلا يدل ذلك على انقطاع الحيض بخلاف القصة) أي: البيضاء.

وأورد أهل العلم على القصة البيضاء -مع أنها موجودة عند عامة النساء- أنها لا توجد عند بعض النساء، فلا مفرَّ ولا محيص من اعتبار الجفاف، ويكون حينئذٍ الأمران معتبرين: القصة البيضاء، وهي السائل الأبيض الذي يدفعه الرحم عند من تراه فيكون هو علامتها، والتي لا تراه يكون طهرها بالجفاف، والله أعلم.

(في حال تقطُّع الحيض عند المرأة هل يلزمها التوقف عن الصيام والصلاة؟) المرأة إما أن تكون معتادة أو مميزة:

- فإن كانت معتادة، فعادتها مقدَّمة.

- وإن كانت مميِّزة بأن تَعرف دم الحيض، فإنه أسود يُعرِف، أي: له عَرْف –رائحة-، فإنها تعتمده في حيضها.

وقد تُلفِّق المرأة، فإذا رأتْ طهرًا في يوم كامل فإنها تغتسل وتصلي، ثم إذا عاد إليها تعود إلى حيضها، ثم إذا عاد الطهر...وهكذا، فتكون هذه ملفِّقة، وهذا يوجد في كثير من النساء في وقتنا الراهن؛ لأن الأطعمة والأدوية قد أثَّرتْ على كثير من النساء في عدم انتظام الحيض، والله أعلم.