أداء الصلاة في السيارة

السؤال
كنتُ في السيارة وجاء وقت الصلاة، وكنتُ قد توضأتُ، فصليتُ في السيارة على حالتي التي أنا عليها، فهل هذا جائز؟
الجواب

الظاهر من السؤال أن الصلاة التي صلاها فريضة؛ لأنه يقول: (وجاء وقت الصلاة)، فإن كان مقصوده صلاة نافلة فلا مانع أن يصليها على الراحلة في السفر، ومثلها السيارة في السفر، فقد «كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يصلي على راحلته حيث توجَّهتْ -هذا في النافلة- فإذا أراد الفريضة نزل فاستقبل القبلة» [البخاري: 400]، وكان لا يصلي الفريضة على الراحلة [يُنظر: البخاري: 1098].

أما إن كانت فريضة فلا يجوز له أن يصلي، وصلاته حينئذٍ غير صحيحة إلا في حالات: كحالة المطر ويَخشى أن يصلي على الوحل ويتأذَّى به، فإنه حينئذٍ يجوز أن يصلي على الراحلة، ومثلها السيارة، وإلا فالأصل أن جواز الصلاة على الراحلة خاص بالنافلة، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- لا يفعل ذلك في المكتوبة، وهذا مما يَستدل به أهل العلم على أن صلاة الوتر ليست بواجبة؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يصليها على الراحلة [البخاري: 1098]. هذا ما جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- بالنسبة للسفر.

أما الصلاة على الراحلة وفي حكمها السيارة في الحضر، فالجمهور على أنها لا تُفعل على الراحلة؛ لأنه لم يرد عنه -عليه الصلاة والسلام- الصلاة على الراحلة إلا في السفر، ورخَّص بعضهم ونَقل عن أنس -رضي الله عنه- أنه كان يصلي النافلة بالمدينة على حمار، ومثل هذا يُتسامح فيه؛ لأنها نافلة، والأصل الاقتداء بالنبي -عليه الصلاة والسلام- والاقتصار على ما جاء عنه، وأنس بن مالك -رضي الله عنه- لا شك أنه صحابي جليل لازم النبي -عليه الصلاة والسلام-، فيحتمل أن يكون عنده في هذه المسألة شيء، والله أعلم.