الرمي قبل الزوال

السؤال
ما حكم الرمي قبل الزوال؟
الجواب

بالنسبة ليوم النحر فالرمي فيه من طلوع الشمس إلى غروبها، وإن رمى بعد غروبها فلا حرج -إن شاء الله تعالى-.

لكن بالنسبة لأيام التشريق فلا رمي إلا بعد الزوال، والنبي -عليه الصلاة والسلام- وجميع أصحابه -رضي الله عنهم- إنما رموا بعد الزوال، وقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «لتأخذوا مناسككم» [مسلم: 1297]، فكانوا يتحيَّنون الزوال، يعني: ينتظرونه، والرسول -عليه الصلاة والسلام- يحبس أصحابه حتى تزول الشمس، فإذا زالت رمى، ولو كان الرمي قبل الزوال جائزًا لرخَّص لبعضهم، أو قال: ارموا وأنا أفعل الأفضل، لكن لمَّا لم يرمِ أحد من أصحابه قبل الزوال، وقد انتظر وتحيَّن الزوال ورمى، وقال: «خذوا عنِّي مناسككم» [سنن البيهقي الكبرى: 9600] دلَّ على أنه لا يجوز الرمي قبل الزوال.

والذين يُفتون بالرمي قبل الزوال مطلقًا -كما نسمعه في هذه الأيام، وهذا رأي أبي حنيفة في يوم النفر الأول- قصدهم التخفيف والتيسير على الناس، حيث وُجد الزحام الشديد مما لم يوجد نظيره فيما تقدَّم، فرأوا أن هذه المشقَّة تجلب التيسير، فرأوا أن توسعة الوقت يحل الإشكال، والذي في نظري وتقديري أنه لن يحل الإشكال، فكونهم يرمون قبل الزوال لن ينحل الإشكال، فالإشكال الموجود في ضحى يوم العيد سوف ينتقل إلى أيام التشريق؛ لأن الناس مجبولون على العجلة، {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: 37]، فالذي يُزاحِم مع زوال الشمس، سوف يُزاحِم مع طلوع الشمس، والذي يتضرَّر مع زوال الشمس، سوف يتضرَّر مع طلوع الشمس، وهكذا، فطول الوقت لا يحل الإشكال، فعلينا أن نلتزم بالسنة، والرمي قبل الزوال لا يجوز عند جماهير أهل العلم.