نصيب علماء المشرق من الكتابة في رحلات الحج

السؤال
ألا تلاحظون -يا فضيلة الشيخ- أن كثيرًا من الذين ذكرتموهم ممن لهم رحلات إلى الحج أنهم من المغاربة، فأين حظُّ المشارقة من ذلك؟
الجواب

أقول: أولًا: ما كُتب في الحج بالنسبة لمن حج من أهل العلم شيء يسير، فقليل من أهل العلم مَن دوَّن، والذي وصلنا من المكتوب الأقل من هذا القليل.

والمشارقة لهم نصيبهم، فمنهم الرحالة من الهند، ومنهم الرحالة من العراق، ومِن جهات المشرق كلها، وما مِن عالمٍ إلا وقد حج، لكن المطبوع منها شيء يسير، ومن ذلك (رحلة الصدَّيق إلى البيت العتيق)، التي هي رحلة الشيخ صديق حسن خان. ومثل ما قدَّمتُ في مقدمة المحاضرة أو الدرس أن كتبي في حكم المعدومة؛ لأنها مركوم بعضها على بعض، ولم يتيسَّر لي أن أقف من الرحلات إلا على القدر الذي سمعتم. ومنها شيء -أيضًا- كلامه عن الحج يسير، فبعض الرحلات تجدها في مجلد، لكن ما تكلَّم فيها عن مكة والمدينة إلا في ورقة أو ورقتين، فمثل هذا لا يستحق أن يُذكر في الرحلات إلى الحج، وكثير من الرحلات على هذا المنوال، والذين أولوا الحرمين الشريفين العناية التامة هم مَن ذكرناهم وأتينا برحلاتهم.