رؤية المرأة عن طريق الصور عند رغبة الزواج بها

السؤال
ما حكم رؤية الرجل لامرأة يريد الزواج بها عن طريق الصور، لكن بدون علم أهلها؟
الجواب

الصور حرام سواء كانت شمسيةً، أو لها ظل، أو رسمًا، أو صورة متحركة (فيديو)، فالتصوير بجميع أشكاله وآلاته داخل في النصوص المحرِّمة.

وكونه يتخبأ لها وينظر إليها من غير علمها أو من غير علم أهلها، فإذا ركنوا إليه -بهذا الشرط- وكانت عنده الرغبة، أما رجل يريد أن ينظر إن صلحتْ له وإلا سيرجع فهذه مسألة ثانية؛ لأن بعض الناس ينظر إلى عشرٍ في يوم واحد، فهذه ليست هي الطريقة الشرعية، لكن إذا ركن إليها، وغلب على ظنه أنه يتزوَّجها، وركنوا إليه بمعنى: أجابوه، فينظر إليها، وجاء الأمر بذلك: «انظر إليها؛ فإنه أحرى أن يُؤدَم بينكما» [الترمذي: 1087].

أما النظر عن طريق الصور فأمر لا تُحمد عقباه، وقد جرَّ على بيوت المسلمين الكوارث؛ لأن كثيرًا من الناس ليسوا بثقات، فهذا يُعطَى هذه الصورة على أساس أنه سيتزوج، ثم ماذا؟ ما تعجبه فيعطيها زميله، وزميله ينشر هذه الصورة في شبكة المعلومات (الإنترنت)، أو في وسيلة إعلام، أو يُدبلج عليها صورة عارية، أو نحو ذلك، ويساوم بها، وقد وُجد كوارث، فعلى المسلمات أن يتقين الله -جل وعلا- في هذا الباب، ولا يُعرضنَ أنفسهنَّ للتصوير، وقد عمَّت البلوى بهذا الأمر بعد أن وُجد هذا الجوال الذي يملكه الصغير والكبير، والغني والفقير، والتقي والفاسق، والعفيفة والفاجرة، كلٌّ يملكه، ويصورون، ثم ماذا؟ تحصل المساومة، وهذه كارثة، فإذا غلب على الظن أن حضور زواج أقرب قريب سيحصل به شيء من المفسدة فلا تجيبي الدعوة يا أختي؛ لأن درء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح، ووجد مَن يُصوِّر ويُعرِّي ويَعرِض ويُهدِّد ويُستجاب له، فالحذر الحذر من الاستجابة، حتى لو حصل هذا كله لا يجوز للمرأة أن تستجيب، فإن قيل: (سيفضحها)، فليفضح، وليحدث ما يحدث، فما هي بأعز من أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وقد قُذفتْ، لكن لتعلم يقينًا أن الذي برَّأ عائشة -رضي الله عنها- من فوق سبع سموات سوف يُظهر براءتها، أما أن تقول: (والله أنا ضعيفة، سيُخبِر أبي، سيُخبِر أخي، سأتعطل عن الزواج)، لا، ثقي بالله -جل وعلا- واعتصمي به، بعد فعل كافة الاحتياطات لعدم الظهور أمام التصوير؛ لأن التصوير تساهل به كثير من الناس، فبعد عمل كافة الاحتياطات لدفع هذه الكارثة قبل حصولها فإذا حصلتْ فلا بد من أن تقف المسلمة، وعار الدنيا أسهل من عذاب الآخرة، وهل تتصوَّر أنها إذا استجابت أنه خلاص سيمزِّق الأوراق وينتهي، لا، بل سيستمر، وسيَجلِب عليها، وسيَجُر عليها، وهذه حوادث معروفة، والذي يعرف أمور القضاء وأمور أهل الحسبة يرى أشياء مذهلة، وقد عُرض أمور تشيب منها الذوائب.

فأقول: يجب حسم المادة من بدايتها، فلا تتعرَّض المرأة للتصوير، وإذا تعرَّضتْ من غير علم منها وحصل ما حصل فأولًا: كونها تتعرَّض للقذف فليست بأشرف من عائشة -بيت النبوة، رضي الله عنها-، وثانيًا: عليها أن تصبر وتثبت ولا تستجيب مهما كانت النتائج؛ لأن أمر الدنيا أسهل بكثير من أمر الآخرة، والذي برَّأ عائشة أم المؤمنين سيُبرِّئها، ولتعلم يقينًا أنها لو استجابتْ زادت الطين بلَّة، ووقعتْ في الحبائل، وصوِّرتْ أثناء الجريمة -كما حصل لبعض الفجار-، وهُدِّدتْ، فعليها أن تتقي الله وتصبر وتثبت، هذا إذا حصل، ونرجو الله -جل وعلا- أن يعصم نساء المسلمين من الوقوع في مثل هذه الأمور.