ما يجعل الشاب يُقبل على طلب العلم وينتصر على الفتن

السؤال
الشاب بين فتن الشهوات والشبهات، وبين الجد والإقبال على التحصيل، قد لا يجد المشجِّع والمرغِّب، فما الوسيلة التي تجعله يُقبِل على طلب العلم، وينتصر على هذه الفتن؟ وما نصيحتك للمعلمين والمعلمات في هذا الموضوع، حيث يُقبَل منهم ما لا يُقبَل من غيرهم؟
الجواب

على المعلمين والمعلمات من المسؤولية الشيء الذي يُناسب موقعهم، فقد مكَّنهم الله -جل وعلا- من شباب وشابات المسلمين، وبأيديهم من وسائل الضغط والتأثير ما لا يوجد عند غيرهم، فتأثير مدرسٍ على مجموعة من الشباب يُدرِّسهم أعظم من تأثير قاضٍ –مثلًا-؛ لأن هذا بيده -فيما يزعمون- مصيرهم، فالدراسة الآن في عُرف كثير من الناس هي التي تُحدِّد المصير، وتُحدِّد لك المستقبل، هل أنت ناجح أو فاشل، فالمدرس بيده التعليم، وبيده التصحيح، وبيده الدرجات، وبيده النتائج، والطلاب ينظرون إلى مثل هذا، وحينئذٍ يؤثر، فإذا استشعر المدرس هذا الأمر، وعرف أن الطلاب يمتثلون وينصاعون لما يقول، ومع ذلك صار حكيمًا في طرح المسائل والقضايا النافعة لهؤلاء الشباب، سواء كانت مما يزيدهم في الطاعة أو يَكفُّهم عن المعصية، صار له من التأثير أكثر من غيره، فتأثير المدرسين أعظم من تأثير الآباء والأمهات، وهذا واقع نشهده ونلمسه، ولو كان الأب عالمًا، ولو كانت الأم من أهل العلم، لكن من القِدَم أزهد الناس بالعالم أهله وجيرانه. وإذا كان المدرس مؤثرًا في هؤلاء الطلاب، وسلك السبل الناجعة للتأثير عليهم، فليبشر بالأجر العظيم من الله -جل وعلا-؛ لأن مَن دلَّ على هدى فله مثل أجر فاعله.

أما كون الشباب بين فتن الشهوات والشبهات، فهذا ملموس ومشاهَد، لكن على طالب العلم ألَّا يُعرِّض نفسه لهذه الشبهات ولا هذه الشهوات، وإذا تمكَّن من الرد على هذه الشبهات وكانت لديه الأهلية والقدرة فليسمع، ثم يتجرد للرد على هذه الشبهات، وهذا -أعني: الدفاع عن الدين والعلم- من أعظم أبواب الجهاد.