الأجر في طلب علم الطب وغيره من العلوم غير الشرعية

السؤال
هل يُؤجر المسلم على طلب العلم في المواد المختلفة، كالطب، واللغة الإنجليزية، وغيرهما؟
الجواب

الطب عند الحاجة إليه يقول أهل العلم: إنه من فروض الكفايات، وإذا طلبه المسلم من أجل أن يُطِب إخوانه المسلمين، ويساعد في تخفيف آلام المرضى، فإنه يُؤجر على هذه النية ولو أخذ أجرة، وإن طلبه بنية أخرى كأن يطلبه لئلا يَترك المجال لبعض ضعاف النفوس؛ لأن الطب فيه مزلة قدم؛ لأنه يتعرَّض لنساء، ويتعرَّض لكذا، فالمقصود أنه لو قال: (يدخل فيه الأخيار بهذه النية، أفضل من أن يُترك لغيرهم)، فهذه نية صالحة يُؤجر عليها، وكذلك إذا دخل الطب بنية مساعدة الفقراء، فما كل الناس يستطيع أن يتعالج بأجرة، وبدلًا من أن يأخذ الناس على الأسنان التي تُشكِّل عبئًا كبيرًا على الأسر مبالغَ طائلة، فالمعالجون يأخذون على الكشفية مبلغًا، وعلى التركيب مبلغًا، وعلى الخلع مبلغًا، وقد يكون الضرس الواحد يُكلِّف ألف ريال! فيقول: (أنا أُخفِّض على المساكين)، ويدخل الطب بهذه النية، نقول: يُؤجر على هذه النية، وإلَّا فالأصل أنه كالمهن الأخرى، كالزراعة والصناعة، لا تُؤثِّر فيه نية طلب الدنيا، ولا يُعاقب عليها، فليس كالعلم الشرعي لا بد أن يُطلب بنية خالصة، بل اطلب الطبَّ بأيِّ نيَّة، لكن إن طلبتَه بنيَّة صالحة وصادقة تُؤجر عليه.