الاعتكاف جماعة، وقيام الليل جماعة والاجتماع للفطر في غير رمضان

السؤال
سمعتُ أن قيام الليل جماعة في غير رمضان بدعة، فهل يُقاس عليه الاعتكاف جماعة في رمضان، وكذلك الاجتماع للفطر في غير رمضان؟
الجواب

قيام الليل جماعة في غير رمضان ليس ببدعة، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- صلى بابن مسعود -رضي الله عنه- [البخاري: 1135]، وصلى بابن عباس -رضي الله عنهما- [البخاري: 117]، في غير رمضان، وصلى بأنس واليتيم والعجوز مِن ورائهم -رضي الله عنهم-، نافلةً في النهار [البخاري: 380]، فالتجميع ليس ببدعة؛ لكن كونه ديدن الإنسان في عمره كله لا يصلي الليل إلا جماعة فهذا الذي محل نظر، أما كونه يحصل أحيانًا فلا.

يقول: (فهل يُقاس عليه الاعتكاف جماعة في رمضان؟)، ما معنى جماعة؟ إذا كان يعني: أن يجتمع عشرة أو عشرون في غرفة واحدة، ويضيِّعون أوقاتهم، فلا، والأصل أن ينزوي الإنسان في زاوية في المسجد، أو يحتجر حجيرة إن تيسَّر، أو في غرفة مستقلة، فهذا يكون أجمع لقلبه، وأبعد عن الرياء، وأحفظ لوقته؛ لكن إن لم يتيسَّر إلا غرف يسيرة يجتمع فيها -مثلًا- خمسة أو ستة، على أن يحرصوا على استغلال الوقت، فلا بأس.

يقول: (وكذلك الاجتماع للفطر في غير رمضان؟)، ما فيه شيء، وحديث «مَن فطَّر صائمًا» [الترمذي: 807] يَشمل أن يُفطر معه على مائدته، وهذا فيه نوع اجتماع، ويَشمل أيضًا أن يدفع له فطورًا يُفطر عليه في بيته.