كيفية زيادة المقدرة على ملاحظة فقه العلماء في مصنفاتهم

السؤال
يظهر فقه العلماء خصوصًا عند أصحاب السنن من خلال وضعهم للأبواب واختيار الأدلة، فكيف يمكن لنا أن نزيد مقدرتنا على ملاحظة هذا الفقه؟
الجواب

هذا أمره سهل، ننظر في الترجمة عند أصحاب السنن، وهم يترجمون بأحكام شرعية: (باب جواز كذا)، (باب تحريم كذا)، (باب المنع من كذا)، (باب إباحة كذا)، ثم بعد ذلك يستدلون على هذا الحكم الذي ترجموا به بأقوى ما يجدونه من الأدلة من طريقهم وبأسانيدهم، ولهذا فُضِّلت السنن على المسانيد؛ لأن صاحب السنن يترجم بحكم شرعي، فينتقي من الأدلة ما هو أقوى بالنسبة لمروياته في الدلالة على هذا الحكم، وأما أرباب المسانيد فهم يترجمون بتراجم رجال من الصحابة -رضي الله عنهم-، فهم يذكرون تحت ترجمة هذا الصحابي ما وقع لهم؛ لأنهم لا يستدلون على حكم شرعي، إنما ينقلون ما وقع لهم من مرويات هذا الصحابي، ولهذا يقول الحافظ العراقي -رحمه الله تعالى-:

ودونها في رُتبةٍ ما جُعلا                 .

 

على المسانيدِ فيُدعى الجَفَلى           .

يعني: يُدعى الحديث بالعموم، لا بالخصوص والانتقاء.