اعتماد الباحث على الدراسات والبحوث الجاهزة

السؤال
عند قيام طالب العلم ببحثٍ ما، ووجد أن هناك مَن سبقه في هذا البحث، أو في جزء منه، فهل يعتمد هذا الباحث على الدراسات والبحوث الجاهزة، ثم ينطلق منها في بحثه؟ بمعنى هل نبدأ من حيث انتهى الآخرون، أم أن الباحث يعود للمصادر والمراجع التي رجع إليها الدارسون والباحثون قبله، فيراجعها ويستقي منها مباشرة؟
الجواب

أولًا: المصادر الأصلية لا غنى عنها لطالب العلم ألبتة، فلا بد من الرجوع إليها، لكن الإفادة مما كتبه المتأخرون والمعاصرون وقُل مثل هذا في الآلات؛ لاختبار العمل، أو للدلالة على المواضع، لا بأس به، لكن الاعتماد عليها، والانتهاء والوقوف عندها، لا يُخرِّج طالب علم، ولا يُخرِّج باحثًا، فعلى طالب العلم أن يُعنى بالكتب الأصلية، وإذا وُجد في كتب المعاصرين وما حرَّره المعاصرون وما جمعوه من كتب المتقدمين زيادة فوائد لم يُطَّلع عليها، فيُستفاد منها، وقُل مثل هذا في الآلات، فمَن أراد تخريج حديث فهل يرجع إلى الحاسب مباشرة؟ لا، بل يُخرِّج بنفسه، ويرجع إلى المصادر، فإذا عجز عن متابعة التخريج، كـأن خَرَّج الحديث من عشرين طريقًا -مثلًا-، ولم يستطع الوقوف على طرق أخرى، فإنه حينئذٍ لا مانع من أن يستفيد من الحاسب في هذه الصورة، فيضرب ما يريده من حديث، فإذا وَجد زيادة على ما وقف عليه، استفاد من هذه الآلة، أما أن يعتمد على الآلات، أو على بحوث المعاصرين مباشرة، فلا شك أن هذا يُعوِّده على الكسل؛ لأن البحث ومراجعة الكتب وإدامة النظر فيها، هذا فيه مشقة على النفس، لكن لا يوجد وسيلة لتحصيل العلم إلَّا بهذه الطريقة.