القول بأن النبي -عليه الصلاة والسلام- أخطأ في قوله: «لا تُؤبِّروا النخل»

السؤال
هل يجوز أن يقال: (إن النبي -عليه الصلاة والسلام- أخطأ في قوله للصحابة -رضي الله عنهم-: «لا تُؤبِّروا النخل»)؟
الجواب

هذا سوء أدب مع النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأمور الدنيا المحضة لا شك أنه ليس مكلَّفًا بتبليغها ونفع الناس بها، وليست من اختصاصه -عليه الصلاة والسلام-، مثل: تأبير النخل، والناس أعلم بأمور دنياهم، وأعرف بنخلهم.

على كل حال الأسلوب فيه سوء أدب، وقال بعض الكتَّاب المعاصرين: (إن نوحًا -عليه السلام- فشل في دعوته)! لأن المقياس في تقديره الاستجابة، حسنًا النبي يأتي يوم القيامة وليس معه أحد، هل نقول: (هذا فاشل)؟ بل النبي ومَن دونه من أتباعه من دعاة الهدى ليس عليهم إلَّا بذل السبب، والأجور مرتَّبة على بذل الأسباب، وأما النتائج فبيد الله -جل وعلا-، حتى تطاول هذا الكاتب وقال: (إن محمدًا -عليه الصلاة والسلام- فشل في مكة والطائف، ونجح في المدينة)، وهو من هذا الباب -نسأل الله العافية-.