أما الأسانيد فأنا لا أحرص عليها، ولا أطلبها، ولا أُضيِّع الأوقات فيها، نعم عندي إجازات من شيوخ كبار أجلَّاء فضلاء أتشرف بالرواية عنهم، بخلاف مَن يُضيِّع الأوقات ويسافر إلى الأمصار والأقطار؛ من أجل أن يُقال: أجازني فلان، وهي في حقيقة الأمر لا قيمة لها، فيُجيزك في (صحيح البخاري) وفي سنده هو إلى البخاري بعض مَن لا تُرضى عقائدهم أو دياناتهم، من فُسَّاق ونحوهم، ومع ذلك يُتجاوز عنهم! نعم الحديث ثابت بدونه، ولا يمكن أن يُطعَن في الحديث من أجل أن في سنده هذا الفاسق أو ذلك المخالف؛ لأنه ثابت ومضمون من البخاري -رحمه الله- إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، فـ(صحيح البخاري) متلقًّى بالقبول، ولا يضيره أنك ترويه أو لا ترويه، لكن بعض الشباب -هداهم الله- ضيَّعوا كثيرًا من الأوقات، وفرَّطوا في كثير من الأوقات التي ينبغي أن تُصرف فيما هو أهم من ذلك، بالأسفار إلى الأقطار؛ من أجل الحصول على هذه الإجازات.
وعلى كل حال الإجازة كما هو معلوم لا يزيد بها الحديث صحةً ولا ضعفًا، وإنما هي مجرد إبقاء لسلسلة الإسناد الذي هو خصيصة هذه الأمة، وهذا يحصل بإجازة واحدة أو اثنتين، مع أنها في الواقع لا قيمة لها.