التخلُّف عن صلاة الجمعة؛ لأجل العمل

السؤال
أنا لا أستطيع أن أصلي صلاة الجمعة؛ بسبب عملي، وصاحب العمل لا يسمح لي بالصلاة، ولا للآخرين، فهل أترك العمل من أجل صلاة الجمعة، مع العلم أنني أبحث عن عمل آخر؛ لكي أصلي صلاة الجمعة؟
الجواب

صلاة الجمعة شأنها عظيم، و«مَن تَرَك ثلاثَ جُمعٍ تهاونًا بها، طَبَع الله على قلبه» [أبو داود: 1052]، «لَيَنتهينَّ أقوام عن وَدْعِهم الجُمعات، أو لَيَختمنَّ الله على قلوبهم» [مسلم: 865]، وأهل العلم يقولون: إن ترك الجمعة من باب تيسير العسرى، فالجمعة شأنها عظيم، وما معنى تيسير العسرى؟ المشار إليه في سورة الليل: {وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى . وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 8-10] التي هي النار-نسأل الله السلامة والعافية-، فإذا كان هذا العمل عمل حراسة، بحيث يضيع العمل، وحصل عليه التناوب، كالحراسات الأمنية التي ترْكها مُخلٌّ بالأمن، فإن هذا عذر في ترك الجمعة والجماعة، لكن لا يليق بالمسلم أن يكون ديدنه ذلك، بل تكون المسألة نوبات. وأما إذا كان عملًا دنيويًّا تجاريًّا محضًا لا يفوت، فإن وقت العبادة مستثنى من العمل شرعًا، ولا يحتاج فيه إلى إذن صاحب العمل، فإذا دُعيتَ إلى الصلاة فأجب.