الاحتجاج بقول الخطيب: (فاذكروا الله يذكركم) على مشروعية الذكر الجماعي

السؤال
قول الخطيب في خطبة الجمعة: (فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم)، هل هو من الذكر الجماعي؟ وهل هو حجة للقائلين بجواز ذلك؟
الجواب

هذا ليس من الذكر الجماعي، بل هو أمر بذكر الله، وذكرُ الله مشروع، فيؤمر به، وكذلك الشكر، وعلى الإنسان أن يطلب من الله -جل وعلا- إثر كل صلاة أن يعينه على ذكره وشكره، فإذا قال الخطيب: (اذكروا الله يذكركم)، ليس معناه أن اذكروه بلفظ واحد في وقت واحد بصوت واحد، كما يُفعَل فيما نسمع في بعض البلدان الإسلامية مع الأسف، لكن إذا قيل: (اذكروا الله) فالذكر أعم من أن يكون لفظًا واحدًا، وأعم من أن يكون بصوت واحد، فكلٌّ يذكر بحسب حاله بأذكار متنوعة؛ لأن الذكر ليس لفظًا واحدًا، كما إذا دخل الشخص المسجد يوم الجمعة وأصوات الناس مرتفعة بالقرآن كلُّ واحد يقرأ في سورة، أو كل واحد يقرأ آية –مثلًا- لا يتفقون عليها في الغالب، ولا يرددونها بصوت واحد مرتَّب ببداية ونهاية، فهذا لا يسمى جماعيًّا.