الكلام في العلماء وطلبة العلم

السؤال
هناك من طلبة العلم مَن يتكلَّمون في العلماء، وفي طلبة العلم، فياحبذا يا شيخ من كلمة ونصيحة تشرح بها صدورهم.
الجواب

على كل حال الإنسان أحرص ما يكون على نفسه، وعلى عمله، فلا يكون خصماؤه خيار الناس، ولا يوزِّع أعماله وجهده على غيره، وعلى الإنسان أن يحفظ لسانه، فأعراض المسلمين كما يقول ابن دقيق العيد -رحمه الله- حفرة من حفر النار، فليتَّقِ الله -جلَّ وعلا- الإنسان في نفسه. وإذا رأى أن هناك خطرًا داهمًا يُخشى على الأمة منه، فيُحذِّر منه، وإذا وَجد شخصًا شرُّه أكثر من نفعه، وضرره أكثر من خيره، فيُحذِّر منه بقدر الحاجة، لكن مَن نفع الله به، ووُجد عنده بعض الأخطاء -ومَن يسلم من الأخطاء؟-، فيُكاتب، ويُستفهَم منه؛ علَّه ألَّا يثبت عنه ما نُسب إليه، ويُناصح عن هذا الخطأ بعينه، ومَن الذي لا يُخطئ؟ كل الأُمَّة خطَّاء، ما عدا المعصوم -عليه الصلاة والسلام-، لكن خير الخطائين التوابون.

وفرق بين خطأ يترتَّب عليه ضرر على أحد، أو على الأمة، وبين خطأ خاصٍّ لا يترتَّب عليه شيء كبير، فالمخطئ إن كان من أهل النظر والاجتهاد مأجور على خطئه، فكيف يُذمُّ بشيء هو مأجور فيه؟! فعلى الإنسان أن يحرص ألَّا يأتي مفلسًا يوم القيامة، يأخذون من حسناته وهو لا يشعر.