ردُّ انتقاد الأحاديث التي أخطأ فيها الرواة كحديث ابتداء الخلق

السؤال
روى الإمام مسلم -رحمه الله- في صحيحه برقم [2789] من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيدي فقال: «خلق الله -عزَّ وجلَّ- التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبثَّ فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم -عليه السلام- بعد العصر من يوم الجمعة، في آخر الخلق، في آخر ساعة من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل»، وأعلَّ بعضُ أهل العلم الحديثَ بمخالفة القرآن، وأبان البخاري -رحمه الله- كما في (التاريخ الكبير) أن الوهم من الثقة دخل فيه من جهة أن بعض الرواة أخطأ، قال البخاري: (وقال بعضهم: عن أبي هريرة عن كعب، وهو أصحُّ)، فعلى طريقتكم في ردِّ كل انتقاد وُجِّه إلى الصحيحين -فيما رأيتُه منكم-، هل من الممكن ردُّ الانتقاد الذي وُجِّه إلى هذا الحديث؟
الجواب

أخطاء الرواة لا يمكن دفعها، فإذا كان الراوي قد أخطأ؛ فلا يمكن دفع خطئه إذا لم يوجد له مَحْمَل. وابن عباس وهو الصحابي المُتقِن، القريب من النبي -عليه الصلاة والسلام-، القريب من خالته ميمونة -رضي الله عنها- أخطأ -رضي الله عنه وأرضاه-، وخبره في الصحيح [البخاري: 1837]. فأخطاء الرواة التي لا يمكن دفعها تُقرُّ كما هي: خطأ خطأ. لكن إذا كان هناك تعارض بين أحاديث، وأمكن التوفيق بينها، فهذا متعيِّن، أما إذا كان خطأ راوٍ، فهذا الذي لا يمكن دفعه يُقَرُّ بأنه خطأ، ما المانع؟! لأنهم ليسوا بمعصومين.