تجزئة سورة السجدة في فجر يوم الجمعة

السؤال
منهم مَن يقول: إن تجزئة سورة السجدة في فجر يوم الجمعة بدعة، فهل هذا صحيح؟
الجواب

أهل العلم يقولون: لا تتمُّ السُّنَّة بهذا، والسُّنَّة أن يقرأ في الركعة الأولى في فجر الجمعة سورة {الم} السجدة، وفي الركعة الثانية سورة الإنسان {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ} [الإنسان: 1]، فإن قرأ إحدى السورتين في الركعتين فلا تتمُّ بذلك السُّنَّة، ولا يتمُّ بذلك الامتثال، لكن هل يدخل ذلك في حيِّز الابتداع، أو نقول: إنه قرأ ما تيسَّر كما أُمر؟ أما إن كانت قراءته لهذه السورة في فجر الجمعة في الركعتين يريد بذلك الاقتداء والائتساء، وأن هذا يتمُّ به الامتثال؛ فنقول: لا، لا بد أن تُقرأ السورة كاملة في الركعة الأولى، وقسْمها في الركعتين لا تتأدَّى به السُّنَّة، أما كونه يدخل في حيِّز الابتداع بمثل هذا؛ فلا -أيضًا-؛ لأنه فَعل ما أُمر به، فإنه أُمر أن يقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسَّر، وقد فَعَل، اللهمَّ إلَّا إذا تعبَّد بذلك، واتَّخذه عادة وديدنًا؛ فمثل هذا يتَّجه في حقِّه القول بمثل هذا.