إلصاق المأموم رجله برجل مَن بجانبه لتسوية الصفوف

السؤال
هل يلزم في تسوية الصفوف إلصاق الرِّجل برجل الذي بجنبك، أم تكفي المقاربة بينهما فقط؟
الجواب

أولًا: الإنسان عليه أن يأخذ من الصفِّ ما يكفيه فقط، دون زيادة ولا نقصان، والمحاذاة كما تكون بالأقدام؛ تكون -أيضًا- بالمناكب، وبعض الناس يظنُّ أن المصافَّة وإلزاق الكعب بالكعب يكفي؛ وتبعًا لذلك تجده يباعد ما بين قدميه مباعدة فاحشة، وهذا خلل في الصفِّ، ولا يكفي إلصاق القدم بالقدم، بل لا بد من المحاذاة بالقدم وبالمنكب، بمعنى أنه لا يأخذ من الصفِّ أكثر من حجمه، فالأصل ألَّا يزيد ولا ينقص، فيحاذي بالقدم وبالمنكب.

وكان الصحابة -رضي الله عنهم- لشدَّة امتثالهم لهذا الأمر يُلزقون الكعب بالكعب، والقدم بالقدم [البخاري: 725]، لكن إذا وُجد مَن ينفر من ذلك، وتتأثَّر صلاته بذلك، ووجدتَه إذا قربتَ منه أَبعد؛ فمثل هذا لا تُضيِّق عليه؛ لأن الناس يتفاوتون في مثل هذا، فبعض الناس عنده حساسية لا يستطيع أن يصبر على أحد يمسُّ رجله، أو ما أشبه ذلك.

على كل حال المقصود من إلصاق القدم بالقدم هو المبالغة في التراصِّ الذي لا يؤثِّر على صلاة المأموم الآخر، وكما أن المحاذاة بالقدم مطلوبة؛ فكذلك المحاذاة بالمنكب، ولا ينحلُّ الإشكال بتوسيع ما بين القدمين.