ما ورد من العبارات عن بعض السلف في لَعْن الكافر المُعيَّن

السؤال
قرأتُ بعض العبارات للسَّلف، كقول وكيع -رحمه الله- فيما أخرجه البخاري -رحمه الله- في (خلق أفعال العباد): (على المريسي لعنة الله، يهودي أو نصراني)، وما رواه عبد الله بن أحمد -رحمهما الله- في (السُّنَّة) عن شاذ بن يحيى -رحمه الله- أنه لَعَن المريسي، ونحوه من هذه العبارات، هل في هذا مشروعية لَعْن الكافر المُعيَّن؟
الجواب

على كلِّ حال اللَّعن ينبغي ألا يكون المسلم لَعَّانًا، والإمام أحمد سُئل عن يزيد فسبَّه سبًّا شديدًا، وقال له ابنُه: ألا تلعنه؟ فقال: وهل عهدتَ أباك لعَّانًا؟! يعني: ما ينبغي أن يُكثر اللَّعن ولو على مستحقِّه، ولكنه إذا لَعَن مَن يستحقُّ؛ لا يُلام، وتجد الحافظ ابن كثير -رحمه الله- وغيره من المؤرِّخين إذا ذكروا بعض هؤلاء لَعَنوهم، وابن كثير مُكثِر من هذا بالنسبة لمن يستحقُّ من الظلَمة، ممَّن يؤذي المسلمين، ومَن بدعهم مُكفِّرة ومُغلَّظة، وهم دعاة إلى بدعهم، ولا شك أن هذه العبارات الموجودة في كتب السلف، من كتب السُّنَّة المُسنَدة القديمة، كـ(السُّنَّة) لعبد الله بن الإمام أحمد، أن هذه لَعَنوا فيها مَن لَعَنوا من المبتدعة؛ لأنه وقت نشأة هذه البدع؛ وذلك للتنفير منها ومن أهلها، وابن المبارك -رحمه الله- فيما نقله ابن القيم -رحمه الله- لما قيل له: إن فلانًا طلبتْ منه زوجته الطلاق فرفض، وطلبتْ الخلع فرفض، وتوسَّلتْ إليه بكلِّ ما يمكن، وتوسَّطتْ بالوسائط؛ فلم تنجع، ولم يُطلِّقها، ولم يُفارقها، فذهبتْ إلى مَن أفتاها بأن ترتدَّ؛ لتَبين منه إذا ارتدَّتْ! قال: (مَن أفتى بهذه الفتوى فهو كافر)، حتى قال: (مَن رضي بهذه الفتوى فهو كافر)، فهم يُشدِّدون، وقد لا يقصدون حقيقة الأمر، لا سيما في وقت نشوء مثل هذه البدع، وهذه الحِيل التي يُتحايل بها على طمس الشريعة.