كثير من الناس مع الأسف أصبحت وظيفته القيل والقال «القيل والقال»، لاسيما بعد وجود هذه الفتن، التي ماجت بالناس وماجوا بها، تجد مجالسهم معمورة بأقوال بعض الناس، وما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة من مرئية ومسموعة ومقروءة، كما أنَّ بعض الناس تجده لا يكفُّ عن الخوض في أعراض المسلمين، يقدح لأدنى مناسبة، وتجد لسانه على كتفه -كما يقال- يقع في الناس كافة، أخيارهم وغير الأخيار، وتجد مثل هذا النوع -وهذا أمر مجرّب- مَن وظيفتُه «القيل والقال» لا يستطيع أن يملك لسانه في المواطن التي جاء الحث فيها على حفظ اللسان، كما أنّه لا يطيق الجلوس مع الأخيار الذين يحفظون ألسنتهم وأسماعهم من «القيل والقال»، فتجد أثقل مجلس عنده شخص يتحرَّى في الكلام الذي يُقال، ويُذكِّر في الله ويعظ في شأن الغيبة.
فعلينا أن نحرص على ألا نتكلم إلا بعد محاسبة للنفس، هل هذه الكلمة تنفعني يوم القيامة حين ألقى الله -جل وعلا- أو تضرني؟ إن كانت مما ينفع فأقدم، وإن كانت تضر فأحجم، وإن كان لا هذا ولا هذا، فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.