عاش الإمام النووي -رحمه الله- على الماء والملح والخبز، ولم يأكل فاكهة دمشق تورعًا؛ ولما سئل عن علة امتناعه قال: لغلبة الأوقاف وأملاك من هم تحت الحجر شرعًا، والتصرف في ذلك لا يجوز إلا على وجه الغبطة، والمعاملة فيها على وجه المساقاة، وفيها خلاف بين العلماء. ومن يطيق ما أطاقه النووي؟! فهو -رحمه الله- صاحب عبادة، وصاحب علم غزير، وصاحب التحري والتورع، وصاحب تأليف مبارك، نفع الله به في جميع أقطار الدنيا على ما عنده من خلل في الاعتقاد، لكنه في هذا الباب فرد لا يكاد يشبهه أحد.
ولا يعني ذلك أن يشق العبد على نفسه أو يكلفها ما لا تطيق، ولكن على العبد أن يتوسط في أموره.