الإنسان لا بد له من أن يجتمع بغيره؛ لأنه، كما قال ابن القيم وابن خلدون وغيرهما: «الإنسان مدني بالطبع» [زاد المعاد 3/11، مقدمة ابن خلدون (ص: 137)]، فقد تكون حاجته بيد غيره، وحاجة غيره بيده، فيحتاج إلى أن يجتمع بغيره، فهذه الخلطة لا بأس بها، وليحرص الإنسان -بقدر الإمكان- على تقليلها، وما أوتي كثير من طلبة العلم إلا من قِبَلِ الخلطة، حيث تذهب عليهم الساعات الطوال، ويسهرون الليل كله، فإذا حاول أحدهم وجاهد نفسه على صلاة الوتر ففي حال غلبته لنفسه يوتر بشيء يسير، ولا يحضر فيه قلب، وقد تغلبه نفسه فلا ينشط للطاعة، وهذا سببه الخلطة التي لا فائدة منها.