اعوِجاجُ الصفوف التي خارج الجامع في صلاة الجمعة

السؤال
في يوم الجمعة يَزدحم الجامعُ بالمصلين، ويُصلي بعضُ الناس في الشارع، ويكونون في صفوف، لكني أُلاحظُ أن الصف الواحد مع طولِه، ولوجودِ عوامل الأبنيةِ والأشجارِ وغيرِها يَتقدَّم هذا الصف قليلًا أو يَتأخَّر قليلًا في حدود الخطوة، فهل الصلاة صحيحة في هذه الحال؟
الجواب

الأصل تسويةُ الصفوفِ واعتدالُها وعدمُ اعوِجاجِها، «سووا صفوفكم» [البخاري: 723] «ألا تَصُفُّونَ كما تَصُفُّ الملائكة» [مسلم: 430]، إلى غير ذلك مما جاء من النصوص في تسوية الصفوف، لكن إذا وُجد ما يمنع من التسويةِ، مع أن المكان مكانَ حاجة، مثل: خارج المسجد، أو وُجدت الحاجة إلى بعض الأماكن التي تتخللها الأعمدة والاسطوانات، فإنه حينئذٍ للحاجة، وإلا في حال السعة لا بد من تسوية الصفوف، والصلاة صحيحةٌ على كل حال؛ لأن عدم الاستواء أمرٌ خارجٌ عن ذاتِ الصلاة، فلا يُؤثِّر في صحتها، لكنه مع القدرة عليه لا بد منه.

والأصل في مثل هذه الحال ألَّا يُكبِّرَ الإمامُ حتى يتأكَّد من استواء الصفوف إذا كان يراهم، وهكذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- ومَن بعده من الخلفاء، يهتمون بهذا اهتمامًا بالغًا، لكن إذا كان لا يَرى بعضَهم مثل: مَن كان خارجَ المسجد، أو بعيدًا عنه، فإنه يكتفي بقوله: (اعتدلوا)، (تراصوا)، (سووا صفوفكم)، (سدوا الخلل)، (أتموا الصف الأول فالأول، وإن كان من نقصٍ ففي الصفِ المُؤخَّر)، إلى غير ذلك من العبارات التي تحثُ الناسَ على اعتدالِ الصفوفِ.