درجة حديث: «ماء زمزم لما شُرب له»

السؤال
ما صحة حديث: «ماء زمزم لما شُرب له»؟
الجواب

ماء زمزم دلت الأحاديث الصحيحة على أنه ماء مبارك، وأنه «طعام طُعم» [مسلم: 2473]، وهذا في الصحيح، وجاء عند أبي دواد الطيالسي زيادة: «وشفاء سُقم» [459]، وقصة أبي ذر –رضي الله عنه- لما مَكث ثلاثين بين يوم وليلة مقتصرًا على ماء زمزم في المسجد الحرام، وأنه بنى لحمه وتكسرت عُكَن بطنه من الشحم بسبب ماء زمزم مقتصرًا عليه، ثلاثين بين يوم وليلة، يعني خمسة عشر يومًا بلياليها.

وحديث: «ماء زمزم لما شُرب له» [ابن ماجه: 3062] صححه بعض المتأخرين، وفعله كثير من أهل العلم، فكل منهم شرب ماء زمزم لمقصد، ويذكرون أنهم تحقق لهم ما أرادوا، وعلى كل حال الماء ماء مبارك، وماء شريف، ثبتت فيه الأحاديث الصحيحة، فينبغى للمؤمن أن يعتني به ويهتم به، وأن يشربه تعبُّدًا واقتداءً بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، وطلبًا لما رُتِّبَ عليه من صحة وعافية، لاسيما إذا شربه لأمر معين، فإن أهل العلم قد فعلوه؛ معتمدين في ذلك على حديث: «ماء زمزم لما شُرب له»، وقد صححه جمع من المتأخرين، ومنهم شرف الدين الدِّمْيَاطِي في كتابه (المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح) [891]، وهذا الحديث مما رُدَّ به على الحافظ ابن الصلاح الذي يرى انقطاع التصحيح عند المتأخرين، وأن المتأخرين ليس لهم أن يصححوا الأحاديث، رُدَّ عليه بأن من الأئمة من معاصريه ومَن بعدهم مَن صححوا الأحاديث، وأن هذا الحديث مما صححه المتأخِرون، ولا يُعرف للمتقدمين فيه قول، كما قُرِّر ذلك في كتب مصطلح الحديث.