تناول حبوب منع الحمل لمدة ثلاث سنين بعد كل مولود

السؤال
ما حكم تناول حبوب منع الحمل لمدة ثلاث سنين، ثم يكون بعدها الإنجاب، ثم تناولها لمدة ثلاث سنين، وهكذا؟
الجواب

كأن السائل يريد تنظيم الحمل وتنظيم الإنجاب، ويتذرعون بأعذار كانت نفسها موجودة مِن قَبل، وكانوا يحرصون على كثرة النسل، والنبي -عليه الصلاة والسلام- حثّ على كثرة النسل «تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم» [أبو داود: 2050]، فهذا لا شك أنه خلاف ما أوصى به النبي -عليه الصلاة والسلام-، لكن إذا وُجد سبب -لأن بعضهم يتذرَّع بالمعيشة، ولا يجوز أن يُنظَر إلى هذه المسألة من هذا المنظار ومن هذه الحيثية؛ لأن الأرزاق بيد الله -جل وعلا-، وكلٌّ كُتب له رزقه وهو في بطن أمه، وبعضهم يتذرَّع بالتربية، والتربية أيضًا إذا بذل الأب جهدَه واستفرغ وسعَه وبذل السببَ في تربية أبنائه ثبتَ أجرُه والنتائج بيد الله -جل وعلا-، فقد يكون ما عنده إلا ولد واحد ولا يستطيع تربيته؛ لأن الهداية بيد الله -جل وعلا-، إنما عليه أن يبذل السبب-، فإذا وُجد ما يمنع من تتابع الحمل والولادة في كل سنة، أو سنة ونصف، أو بحسب مجرى الأمور وطبيعتها، فإذا وُجد ما يمنع مِن مرض الزوجة، أو عدم تحملها، وأنها تتضرر بمتابعة الحمل فلا مانع من استعمال الموانع المؤقتة حسب الحاجة شريطة ألا يترتب عليها ضرر على الأم، فإذا استَعملت مانعًا بتوصية طبيب، وأن هذا المانع لا يضر، ووُجد الداعي، فلا مانع من ذلك -إن شاء الله تعالى-.