معنى اللمم

السؤال
ما المقصود باللمم في قوله -تعالى-: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ}؟
الجواب

قبل ذلك يقول الله -جل وعلا- مما يوضح المراد: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} [النجم: ٣١]، فالحديث عن الذين أحسنوا يجزيهم الله -جل وعلا- بالحسنى التي هي الجنة، ثم قال تعالى: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ} [النجم: ٣٢] ذكر الله -جل وعلا- وصف هؤلاء الذين أحسنوا وكان جزاؤهم بالحسنى وذكر في وصفهم أنهم يجتنبون كبائر الإثم والفواحش، أي: أنهم يفعلون ما أمرهم الله به من الواجبات، إذ لا يتصور أن من يترك الواجبات يدخل في مثل هذا الوعد، إنما لا بد أن يكون ممن يفعل الواجبات ويترك المحرمات، فهم يفعلون ما أمرهم الله به من الواجبات التي يكون تركها من كبائر الذنوب؛ لأن الكبائر إما أن تكون بفعل المحرمات أو بترك الواجبات التي يكون تركها من كبائر الذنوب. ويتركون المحرمات الكبائر التي يشملها الحد عند أهل العلم مما توعد عليه بنار أو لعن أو غضب أو نفي إيمان أو ما أشبه ذلك مما هو معروف عند أهل العلم في دخوله في حد الكبيرة، كالزنا وشرب الخمر وأكل الربا والقتل ونحو ذلك من الذنوب العظيمة، {إِلاَّ اللَّمَمَ} وهي الذنوب الصغار التي لا يُصر صاحبها عليها؛ لأنه إذا أصر على الصغيرة لحقت بالكبائر عند أهل العلم، أو التي يُلِم بها العبد يسيرًا ثم يتركها، يُلِم بها أحيانًا على وجه الندرة وهي من الصغائر هذه ليس مجرد الإقدام عليها مخرجًا للعبد من أن يكون ممن وصف بأنه أحسن، فإذا فَعل الواجبات وتَرك المحرمات من كبائر الذنوب ولم يبق عليه إلا الصغائر فإنها تكفر باجتناب الكبائر، فاجتناب الكبائر مكفر للصغائر مع عدم الإصرار؛ لأنه إذا أصر على هذه الصغائر التحقت بالكبائر عند أهل العلم.