المقارنة بين جرد الأحاديث النبوية وبين حفظ الصحيح منها

السؤال
اختلفت مع أحد طلاب العلم فهو يقول: (أقرأ جميع ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الكتب التسعة جردًا، وبالتالي يبقى في ذهني منها ما أنقله بمعناه عند الاستدلال)، وأنا أقول: (أبدأ بحفظ الصحيح منها بقدر الوقت والإمكان)، فأي الطريقتين توجهونا إليها؟
الجواب

لا شك أن العناية بما ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أولى من مجرد الجمع، فلا يتم الاستدلال إلا بما ثبت عنه -عليه الصلاة والسلام-، أما مجرد القراءة والجرد التي قد يثبت منها شيء وقد لا يثبت، وهذا يختلف باختلاف الناس، منهم من يحفظ نسبة كبيرة مما يقرأ من أول مرة، ومنهم من لا يحفظ إلا النزر اليسير فلا يستذكر شيئًا، ومنهم من يذكر الحديث بلفظه، ومنهم من لا يستطيع ذكره إلا بمعناه وقد يُخل بالمعنى، فمثل هذا علمٌ ليس بثابت، فعلى الإنسان أن يحرص على العلم ويثبِّته في ذهنه ويراجعه، ويُعنى بالصحيح قبل غيره؛ ليتم له الاستدلال به، والشيء الصحيح وإن كان قليلًا مضبوطًا ثابتًا في الذهن يُستدل به في وقت الحاجة إليه أولى من الكثير المشتت الذي لم يثبت في الذهن، ويَضيعُ بعضُه، ويأتي صاحبُه بحديث بمعناه وقد يُخل بالمعنى، وما أشبه ذلك، هذا العلم ليس من صنيع الراسخين.