التلازم بين الدعاء ورفع اليدين

السؤال
هل هناك تلازم بين الدعاء ورفع اليدين، بحيث أرفع يدي عند كل دعاء وإن لم يأت الدليل على بيان ذلك؟ وهل عدم النقل دليل على العدم؟
الجواب

يشرع للداعي أن يرفع يديه عند الدعاء، وقد جاءت أحاديث كثيرة في رفع اليدين في الدعاء، وأُلِّفت فيها المصنفات، وللسيوطي رسالةٌ سماها (فضُّ الوعاء في رفع اليدين في الدعاء) وجمع فيها أحاديث كثيرة، وهناك رسائل أخرى، فالأصل في الدعاء أنه مقرون برفع اليدين، قال النبي –عليه الصلاة والسلام-: «يمد يديه إلى السماء يا رب، يا رب» [مسلم: 1015]، هذا الأصل، ورفع اليدين مَظِنّة للإجابة، وهذا خارج العبادات، أمّا الدعاء في داخل العبادات فإنَّه لا بد فيه من نقل، فلا تُرفع اليدان في خطبة الجمعة إلا في موطنٍ دل عليه الدليل وهو الاستسقاء، فقد جاء رفعهما في الاستسقاء [البخاري: 1029]، وفي الصلاة أيضًا لا يرفع يديه إلا فيما دل عليه الدليل، وكذلك سائر العبادات لا يتصرف فيها إلا بدليل. وعدم ورود الدليل فيها كافٍ في عدم المشروعية في مثل هذا؛ لأن الأصل أن العبادات توقيفية، لا يُتصرف فيها إلا بإذن الشارع.

ويُلاحظ من بعض المصلين أنه إذا قام من الركوع رفع يديه كهيئةِ الداعي، وهذا ليس له أصل، إنما إذا قام من الركوع يرفع يديه كما رفعهما عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع.