المفاضلة في بدء القراءة في التاريخ بين (تاريخ الطبري) وبين (البداية والنهاية)

السؤال
طالب العلم إذا أراد أن يقرأ في التاريخ هل يبدأ بكتاب (تاريخ الطبري) أم بكتاب (البداية والنهاية)؟
الجواب

هو إذا أراد أن يجمع بينهما كان أجود وأحسن، وإذا أراد أن يقتصر على كتاب واحد فعليه بكتاب (البداية والنهاية)؛ لأن (كتاب الطبري) بالنسبة لطالب العلم المبتدئ ممل، فهو عبارة عن أسانيد في قصص لا يترتب على ثبوتها حكم، فهي مجرد أخبار، قال: حدثنا فلان، قال: سمعت فلانًا...إلى آخر السند، أسانيد طويلة؛ لأن الطبري متأخر، فيمل القارئ من القراءة والحصيلة قليلة، بينما ابن كثير زبدة، يذكر الأخبار وينتقي منها، وهو ناقد أيضًا، وتاريخه يمتد؛ لأن (تاريخ الطبري) ينقطع، فوفاته سنة ثلاثمائة وعشرة، ووقف تاريخه قبل وفاته بعشر سنين أو أكثر، بينما (تاريخ ابن كثير) يمتد إلى منتصف القرن الثامن أو يزيد عليه قليلًا، فإذا كان يريد أن يقتصر على كتاب واحد فعليه بـ(البداية والنهاية)، ويكون (تاريخ الطبري) مرجعًا، إذا لم يجد ما يريد في (البداية والنهاية) يرجع إلى (الطبري)، مع أن (البداية والنهاية) أشمل من (كتاب الطبري)؛ لأنه مشتمل عليه وزيادات.