درجة حديث: «لو يعلم المار بين يدي المصلي»

السؤال
ما صحة الحديث «لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه من الإثم لكان أن يقف أربعين خيرًا له من أن يمر بين يديه»؟
الجواب

الحديث متفق عليه من حديث أبي جُهَيْم عند البخاري [510] ومسلم [507]، إلا لفظ (من الإثم)، والمعنى صحيح، أي: لو يعلم مقدار الإثم الذي ترتب على هذا المرور، لكن لفظة (من الإثم) تفرد بها الكشميهني من رواة (صحيح البخاري)، وهو كما قال الحافظ ابن حجر: (ليس من الحفاظ) يعني هو مجرد راوٍ، وانتقد الحافظُ ابن حجر الحافظَ عبد الغني في (العمدة) لمَّا ذكرها اعتمادًا على رواية الكشميهني، ومن الغريب أن الحافظ ابن حجر وقع في (بلوغ المرام) فيما انتقده على الحافظ عبد الغني صاحب (العمدة)، فذَكَرَها وأثبتها مع أنه انتقدها، وهذا يُبين أن الإنسان مهما بلغ من التحري والدقة وانتقاد الناس فليس بمعصوم، وابنُ حجر محسن في انتقاده له، فلا يُظن أنه يترفع على صاحب (العمدة)، لا، وإنما يُبين الصواب في المسألة، لكن لا يعني ذلك أنه معصوم من مثل هذا الخطأ، مع أن الإنسان إذا نَبَّه غيره على خطأ، فالغالب أنه لن يفوت عليه مثل هذا الخطأ، لكن كونه مشى على الحافظ ابن حجر في (البلوغ) هذا مما يُستغرب منه؛ لأنه انتقد الحافظ عبد الغني في إيداعه هذه اللفظة (عمدة الأحكام).