النهي عن الجمع بين التمرتين، وعمومه لغير التمر

السؤال
النهي عن الجمع بين التمرتين في الأكل هل هو خاص بالتمر؟ وإذا كان الآكل لوحده فهل ينطبق عليه النهي أيضًا؟
الجواب

النهي عن الجمع بين التمرتين في الأكل جاء في التمر [البخاري: 2455]، وفي معناه غيره مما يحصل بسببه استئثار الآكل الجامع بين اثنين من أي صنف عن شركائه في الأكل، وهذا يظهر في أيام الشح وقلة المأكول، فلا يسوغ للمسلم أن يستأثر بالأكل دون من هو معه، لا سيما من كان شريكًا له في هذا المأكول قد دفع قيمتَه بأن كان من باب النهد بينهم -الذي يسمونه القطَّة-، فإنه له نصيبه مثل نصيب صاحبه، فلا يجوز له أن يستأثر بنصيب أكثر من نصيبه، والأصل في مثل هذه الأمور البناء على المسامحة، لكن لا يليق بالمسلم أن يستأثر. ولا تكون القسمة في هذه الأمور بالدِّقة بحيث لا يأكل إلا بقدر ما أكل فلان، لكن مثل هذا يدل على جشع في النفس. وإذا كان يأكل لوحده فلا مانع من أن يجمع بين تمرتين؛ لأنه لا يوجد من ينافسه في هذا أو يأكل عنه ويأكل أكثر من نصيبه ويقصِّر في حق الآخرين.

المقصود أن مثل هذا خاضع للظروف والأحوال، فإذا كان وحده فلا مانع، لكن في الغالب أنه لا يفعل مثل هذا إلا إذا كان معه أحد يخشى أن يأكل أكثر منه، ويكون ذلك في أحوال الضيق، أما في أحوال السعة فإنه لا يحصل ذلك غالبًا.

وهذا يشمل التمر وغيره، فالحكم واحد؛ لأن المعنى واحد.