عدم الإنكار على من يدعون ويستغيثون عند قبور الصحابة –رضي الله عنهم-

السؤال
عندما أزور قبور الصحابة –رضي الله عنهم- أجد عندها مَن يدعون ويستغيثون، ويتقطَّع قلبي حسرة، ولكني لا أستطيع فعل أي شيء، فهل آثم على سكوتي؟ وما هو واجبنا تجاه حماية التوحيد؟
الجواب

نعم، القبور مظنة لوجود مثل هذه البدع كما هو مشاهَد في كثير من أقطار المسلمين، وقد يوجَد في بلاد الحرمين وفي غيرها مما يقرب منها، لكنه بقلة، لكن إذا وُجد فعلى من يرى هذه المنكرات أن ينكرها بلسانه بالرفق واللين والكلمة الطيبة والقول الحسن، ولا يُشدِّد ويُشنِّع؛ لأن المسألة مسألة طلب هداية، وطلب قبول، وطلب إزالة منكر، فكونه يزول بالرفق واللين -وهذا مجرَّب- هو المطلوب، وأما إذا استُعمل الشدة والعنف فإن هذا المبتدع قد يعاند، وقد يتعدى ذلك إلى الضرر بالمنكِر، وعلى كل حال إذا أمكن ذلك بالرفق واللين تعيَّن، وإذا خشي الإنسان على نفسه فإنه ينكر بقلبه، ولا يأثم في هذه الحالة. ولا شك أن حماية جناب التوحيد متعيِّنة، وإنكار الشرك واجب ومتعيِّن، وهو أعظم المنكرات، وإنكاره يكون على ما جاء في حديث «مَن رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» [مسلم: 49]، والله المستعان.