أفضل طبعة لـ(تفسير ابن كثير)

السؤال
ما أفضل طبعة لـ(تفسير ابن كثير) -رحمه الله-؟
الجواب

(تفسير الإمام الحافظ ابن كثير) من أنفس التفاسير وأنفعها لعموم المسلمين ولطلاب العلم وللعلماء على حدٍّ سواء، فكلٌّ ينتفع به، وقد طُبع هذا التفسير مرارًا، أولها في مطبعة بولاق على حاشية تفسير صدِّيق (فتح البيان)، وقد يقول قائل: [الأصل (ابن كثير)، وتفسير صدِّيق فرع متأخر، فكيف يُطبع (ابن كثير) على حاشية؟]؛ لأنه طُبع على  نفقة صدِّيق المفسِّر، ولذلك جعل تفسيره في الصلب، و(ابن كثير) في الحاشية، وهذه الطبعة اعتُمد فيها على نسخة غير صحيحة، ولذلك كثُر فيها الأخطاء، مع أنها في مطبعة بولاق المعروفة بالتجويد والإتقان! لكن الأصل الذي اعتمدوا عليه سيئ، وعلى كل حال هذه الطبعة في حكم المعدوم؛ لأنها نادرة جدًّا.

وطُبع أيضًا في مطبعة المنار، طبعه الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله- على نفقة الملك عبد العزيز، وطُبع معه (تفسير البغوي) في تسعة مجلدات، وختمه بـ(فضائل القرآن) لابن كثير -رحمه الله-، وهذه الطبعة في الجملة صحيحة، ويوجد فيها أخطاء يسيرة يمكن تلافيها واستدراكها، والشيخ رشيد أهمل النسخة الأزهرية من (تفسير ابن كثير)، وهي أقدم النسخ وأصحها، فأعرض عنها؛ لأنها عَرْضةٌ أولى للكتاب -تأليف أوَّل للكتاب-، فابن كثير زاد في الكتاب بعد هذه النسخة مقاطع من (تفسير الرازي)، و(الزمخشري)، و(القرطبي)، وغيرها من التفاسير لا توجد في النسخة الأزهرية، فأعرض عنها الشيخ محمد رشيد رضا يظنها سيِّئةً، وأن فيها أسقاطًا؛ لأنه وُجد فيها مقاطع ناقصة من أربعة أسطر، أو خمسة أسطر، أو أكثر، أو أقل، وهي موجودة في العرضات التالية لهذه العرضة، وطُبع عن هذه النسخة في مطبعة الشَّعب، وهي من أصح الطبعات؛ لأنها اعتمدتْ على أول النسخ وأقدم النسخ، لكن هذه الإلحاقات من الحافظ ابن كثير لا توجد في طبعة الشَّعب؛ لأنها لا توجد في النسخة الأزهرية.

وطُبع بعد ذلك مرارًا، فطُبع في مطبعة أولاد الشيخ بمصر في خمسة عشر مجلدًا، وفيها عناية، ومقابلة نسخ، وتخريج، وتصحيح، فهي في تقديري من أنفس ما يقتنيه طالب العلم.

ثم طُبع في مطبعة طيبة بتحقيق الشيخ سامي السلامة، وهي طبعة لا بأس بها، لكن طبعة أولاد الشيخ عندي أصح.

ثم طُبع أخيرًا في دار ابن الجوزي، وفيها عناية من حيث التحقيق والتخريج والمقابلة والتصحيح، لكنها دون طبعة أولاد الشيخ في تقديري.