ترك المرأة دعاء الله بالزواج؛ لتأخُّر الإجابة

السؤال
سائلة تقول: إنها وصلت لسن الثالثة والأربعين ولم تتزوج بعد، لكنها تدعو الله دائمًا بأن يرزقها بالزوج الصالح منذ أن كانت في العشرين وحتى الآن، لكن كثرة التفكير في موضوع الزواج أتعبتها نفسيًّا وجسديًّا، وأُصيبتْ بارتفاع في الهرمونات، فقررتْ أن تتوقف عن التفكير والدعاء، لكن مع التوكل على الله، وترك الموضوع على الله، فهل يجوز التوقف عن الدعاء في هذا الموضوع بالذات؟ تقول: أرجوكم جاوبوني؛ لأرتاح من هذا الأمر.
الجواب

الدعاء عبادة، وجاء أنه «هو العبادة» [أبو داود: 1479]، أو «مخُّ العبادة» [الترمذي: 3371]، ولا يجوز أن يَمل الإنسان ويستحسر ويترك الدعاء؛ لطول مدته، وقد جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا يزال يُستجاب للعبد، ما لم يَدْعُ بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل» قيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال: يقول: «قد دعوتُ وقد دعوتُ، فلم أرَ يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك ويَدَعُ الدعاء» [مسلم: 2735 / ويُنظر: البخاري: 6340]، فعلى الإنسان ألَّا يَمل؛ لأنه في عبادة {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، لكن يبقى النظر في بذل الأسباب التي تُحقِّق هذه الإجابة من الله -جل وعلا-، وفي انتفاء الموانع التي تمنع من قبول الدعاء، فإذا حقَّق الإنسان أسباب القبول، وانتفت الموانع في حقِّه ومن أعظمها طيب المطعم والمأكل والمشرب والملبس كما في حديث «ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وَغُذِيَ بالحرام، فأنَّى يستجاب لذلك؟» [مسلم: 1015] استبعاد أن يُستجاب لمثل هذا، مع أنه بذل من الأسباب ما بذل «أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب»، كل هذه أسباب من أسباب إجابة الدعاء، لكن لمَّا وُجد المانع استُبعد أن يُستجاب دعاؤه، والله أعلم.