إعطاء مريدة الغسالة نقودًا لتشتريها ثم تُسدد قيمتها بالأقساط مع نسبة ربح

السؤال
أنا امرأة أُتاجر في الجوالات بالأقساط، وجاءتني امرأة وقالت: (أريدكِ أن تشتري لي غسالةً)، وكنتُ ذلك الوقت مشغولة، فأعطيتُها فلوسًا، واشترتْ بها الغسالة، وسوف تسددني فلوسي بالأقساط الشهرية مع مربحِ خمسمائة ريـال، سؤالي: ما حكم عملي هذا؟ وهل يُعتبر ربًا؛ لعدم ذهابي معها للسوق؟
الجواب

مادام الأمر كما ذُكر في السؤال، وأنها أعطت المرأة دراهم وزادت عليها بسبب الأجل فالدراهم بالدراهم مع الزيادة هذا عين الربا، والله -جل وعلا- يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [البقرة: 278]، و"لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آكل الربا، ومؤكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: «هم سواء»" [مسلم: 1598]، فإذا كانت دراهم بدراهم -كما هو واضح من السؤال- فهذا عين الربا، ولا بد من أن تكون يدًا بيد سواءً بسواء، لا بد من التقابض مع التماثل في هذه الحالة.

وهي تقول هنا: (وهل يُعتبر ربًا؛ لعدم ذهابي معها للسوق)؟ ومجرد ذهابها معها للسوق لا ينفي الربا، بل لا بد أن تشتري الغسالة المسؤول عنها، وتملكها ملكًا تامًّا مستقرًّا بحوزتها، وبعد ذلك تبيعها على المرأة التي تريد أن تستفيد منها، بالثمن الذي تتفقان عليه، والمدة المحدَّدة المضروبة بينهما.