تعلُّم العلم الشرعي لأجل الثقافة

السؤال
هل يجوز للمسلم أن يتعلَّم العلم الشرعي لأجل الثقافة فقط، دون أن يقصد بذلك الأجر المترتِّب على طلب العلم؟
الجواب

العلم الشرعي -وهو المسؤول عنه- الموروث عن النبي -عليه الصلاة والسلام- لا بد أن يُتعَلَّم ويُبتغى به وجه الله -جل وعلا-؛ لينال الثواب العظيم المرتَّب عليه، ومن تعلَّم لغير الله -كما جاء في السؤال: للثقافة-، ومعنى هذا أنه ليكون مثقَّفًا يتصدَّر به المجالس من غير نية خالصة لله -جل وعلا-، فمثل هذا محرَّم، «ليُقال» [مسلم: 1905].

 

ومَنْ يكنْ ليقولَ الناسُ يطلبهُ
 

 

 

أخسرْ بصفقتهِ في موقفِ الندمِ
 

 

وأوَّل مَن تُسعَّر بهم النار ثلاثة: عالم، وجواد، وشجاع، فيؤتى بالعالم فيقال له: ماذا فعلتَ؟ فيقول: طلبتُ العلم وعلَّمتُه، فيقال له: كذبتَ إنما طلبتَ العلم؛ ليقال: عالم، وقد قيل، فيُجَرُّ إلى النار، ويؤتى بالشجاع فيقال له: ماذا صنعتَ؟ فيقول: قاتلتُ في سبيلك حتى قُتِلتُ، فيقال: كذبتَ إنما قاتلتَ؛ ليقال: جريء، ويؤتى بالجواد المنفِق المتصدِّق فيقال له: ماذا فعلتَ؟ فيقول: ما تركتُ من باب من أبواب الخير إلا وبذلتُ فيه، فيقال: كذبتَ وإنما بذلتَ أو تصدقتَ؛ ليقال: جواد، أو كما جاء في الخبر [يُنظر: مسلم: 1905]، فهؤلاء الثلاثة هم أول مَن تُسعَّر بهم النار يوم القيامة، فمَن سأل هذا السؤال لا يَقصد بذلك وجَه الله، ومَن تعلَّم العلم مما يُبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا لعرَضٍ من عرَض الدنيا أو هدفٍ آخر فإنه حينئذٍ لا يرح رائحة الجنة [يُنظر: أبو داود: 3664].