بدء الطالب في دراسة علم التفسير، والكتاب الذي يتَّخذه عمدة فيه

السؤال
كيف يبدأ طالب العلم بدراسة علم التفسير؟ وما الكتاب العمدة الذي يتخذه طالب العلم في التفسير؟
ويلحق به سؤال عن كتاب (السراج) للشيخ محمد الخضيري؟
الجواب

أما بالنسبة لعلم التفسير عمومًا فعلى طالب العلم المبتدئ أن يبدأ بالمختصرات، وليبدأ قبل كتب التفسير المختصرة بكتب غريب القرآن، ومن المختصرات التي يُنصَح بها (غريب القرآن) للسجستاني، و(تحفة الأريب في معرفة الغريب) لأبي حيان، ونظمها في (ألفية الغريب) للحافظ العراقي، فيبدأ بكتب الغريب؛ ليحل الألفاظ التي يُحتاج في فهمها إلى مراجعة، ومن هذه الكتب في الغريب ما ذُكر في السؤال من (السراج) للدكتور محمد الخضيري، وهو كتاب في الجملة يُثنى عليه، وإن كنتُ أنا لا أعتمد على كتب المعاصرين، لكنه في الجملة نافع لطالب العلم، وأسلوبه سهل وميسَّر، أسهل مما كتبه المتقدمون، لا سيما للطالب الذي لا ينوي أن يتخصص في هذا العلم أو ليس من طلبة العلم الشرعي، فينفعه -إن شاء الله-، لكن يقرأ في كتب الغريب التي ألَّفها العلماء المتقدمون، مثل ما ذكرنا من هذه الكتب: (غريب القرآن) للسجستاني، و(تحفة الأريب) لأبي حيان الأندلسي صاحب (البحر المحيط)، ونظْمه للحافظ العراقي في (ألفية غريب القرآن).

ثم بعد ذلك يقرأ في مختصرات التفسير التي تشمل القرآن كله من الغريب وغيره، وتُفيد وتنبِّه إلى أشياء في القرآن من غير هذا النوع الذي هو الغريب، ويبدأ من المختصرات بـ(تفسير الشيخ ابن سعدي)، و(تفسير الشيخ فيصل بن مبارك)، ويقرأ في (تفسير الجلالين) على حذر من المخالفات العقدية التي فيه، وإذا انتهى من هذه الكتب يقرأ بما هو أوسع منها، فيقرأ من مختصرات (تفسير الحافظ ابن كثير)، كـ(عمدة التفسير) للشيخ أحمد شاكر، و(المصباح المنير)، وغيرهما من مختصرات (ابن كثير)، مثل: (مختصر الشيخ محمد نسيب الرفاعي) مع تعليقاته عليه، هذا فيه نفع كبير لطالب العلم، وأيضًا إن نظر في (تفسير البيضاوي)، وهو أرفع من (تفسير الجلالين)، وفيه -إضافةً لما جاء في مختصرات الحافظ ابن كثير، وهو تفسير أثري سلفي معروف، أعني: (تفسير ابن كثير)- فيه عناية بالصناعة اللفظية، فيقرأ في (تفسير البيضاوي) من أجل العناية بالصناعة اللفظية، وطالب العلم ينبغي أن يجمع التفسير الأثري إلى التفسير الذي يُحلِّل الألفاظ من جهات عديدة من مباحث اللغة، و(تفسير البيضاوي) عليه حواشٍ كثيرة جدًّا، حتى إن صاحب (كشف الظنون) و(ذيله) ذكروا أكثر من مائة حاشية على (تفسير البيضاوي)، فهو جدير بالعناية، لكن فيه بعض المخالفات العقدية يتنبَّه لها طالب العلم، فيقرؤه على شيخ متقن، ويشرح له ما يستغلق عليه من الجمل والألفاظ، ثم بعد ذلك يترقَّى إلى القراءة في (تفسير ابن كثير)، و(تفسير ابن جرير)، و(تفسير القرطبي)، و(تفسير البحر المحيط)، وغيرها من المطولات، والله المستعان.