السقنقور الرملي ومقارنته بالبرمائي

السؤال
سمعتُ من فضيلتكم في أحد تسجيلاتكم أنكم ذكرتم السقنقور، وأنه صغير الحجم بحجم السحليَّة يعيش في الصحراء ويغوص في الرمل، فرجعتُ أبحث عنه في كتب اللغة، وفي كتب الحيوان، وحتى في (أطلس الموسوعة الحيوانية)، وفي شبكة الإنترنت، ولم أجد إلا السقنقور البرمائي الذي يعيش على ضفاف الأنهار والبحار، وهو كبير الحجم بمقدار ذراعين في ذراع، فهل هو مقصودكم؟ وفي أي مرجعٍ يمكن أن أجد ما ذكرتم؟
الجواب

هذا الحيوان الزاحف –السقنقور- وهو يُشبه ما ذُكِر في السؤال: السحليَّة، أو الضب الصغير، وهو بحجم الوزغ، ويكون في الرمال ينغمس فيها، وهو أملس الجلد، هذا هو الموجود والمعروف عندنا في نجد، وفي (حياة الحيوان) ذَكَر ما ذُكِر في السؤال من السقنقور كبير الحجم الذي يكون بمقدار ذراعين، وهو موجودٌ -كما قال الدميري- في دمياط وفي الهند، والمسألة عُرفيَّة، هذا السقنقور عندهم، وهذا المعروف عندنا، والأحكام التي ذكرها الدميري في (حياة الحيوان) من الخلاف فيه، وهل هو ملحقٌ بالضب، أو ملحقٌ بالوزغ؛ لشبهه بهما من حيث الخِلقة.

وعلى كل حال لا يوجد ما يدل على جوازه ولا على تحريمه، وفي مثل هذه الحالة يَستصحب الفقيه في حكمه ما جرى عليه في مذهبه من الأصل، هل الأصل الحِل حتى يرد النص بالتحريم، أو الأصل التحريم حتى يرد النص بالحِل؟ وحينئذٍ فالسقنقور الذي عندنا بعض الناس يأكله، ويُوصف في الأدوية الشعبية؛ بناءً على أن الأصل الحِل، ولم يرد ما يمنع من ذلك.

وأما على القول الآخر وأن الأصل التحريم فالأصل المنع حتى يجد نصًّا يُبيح له أكل هذه الدويبة، والله أعلم.

وعلى كل حال المسألة عُرفيَّة واصطلاحيَّة، ولا مُشاحة في الاصطلاح، لكن ينبغي أن يُلاحظ ألا يُنزَّل الحكم على ما يوجد في كتابٍ يختلف فيه العرف مع المُنزِّل، بل لا بُد أن يتَّحد العرف.