طهارة الريح التي تخرج من الإنسان

السؤال
هل الريح التي تخرج من الإنسان طاهرة أم نجسة؟
الجواب

عامة أهل العلم وجماهيرهم بل نُقِل عليه الإجماع أنها طاهرة، في (البخاري) عن عبَّاد بن تميم عن عمِّه أنه شكا إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم– الرجل الذي يُخيَّل إليه أنه قد يجد الشيءَ في الصلاة، فقال: «لا يَنْفَتِل -أو لا ينصرف- حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا» [البخاري: 137]، فهو يَنْفَتِل من صلاته؛ لأنها بطلتْ إذا سمع الصوت أو وجد الرِّيح، ولا يلزمه بعد ذلك غسل ثيابه منها؛ لأنها طاهرة.

فالريح حدثٌ ينقض الوضوء بالإجماع، لكنها لا تؤثر على البدن ولا الثوب؛ لأنها طاهرة، ولا يلزم أن يكون الناقض للوضوء نجسًا، فنُقِل الإجماع على طهارة الريح، وإن ذُكِر أو عُرِف عن بعض طوائف البدع أنهم يرون نجاستها، ولذلك يخلعون سراويلهم إذا أرادوا الصلاة، فهذا القول لا حظَّ له من النظر، بل هو مخالفٌ لإجماع أهل العلم.

ولا يلزم من الريح الاستنجاء؛ لأنه لا أثر لها على المخرَج تجب إزالته، وجاء في حديثٍ ضعيفٍ جدًّا بل مُنكر «مَن استنجى من الريح فليس منا» [الكامل في الضعفاء: 5/55]، وعلى كل حال لا يلزم الاستنجاء منها، والحديث يبقى ضعيفًا، والله أعلم.