كثرة دعاء المرأة على بناتها ولعنِهنَّ، وعدم استجابتها لزوجها في لبس القفازات والشُّراب

السؤال
لدي زوجة كثيرًا ما تلعن وتدعو على بناتها على أتفه الأسباب، وكذلك أَحثُّها على لبس القفازات والشُّراب ولكنها لا تُلقي لكلامي بالًا، وقد أفهمتُها أنني لستُ راضيًا عنها إذا لم تلبسها، فما نصيحتكم لها ولي؟ وكيف أتصرف معها؟
الجواب

اللعن محرَّم، وجاء في الحديث الصحيح في الصحيحين: «لعن المؤمن كقتله» [البخاري: 6105 / ومسلم: 110]، فاللعن أمره شديد، وجاء في الحديث أيضًا أن النبي -عليه الصلاة والسلام- رأى النساء أكثر أهل النار، وكان مما قيل في السبب: «تُكْثِرْنَ اللَّعن، وَتَكْفُرْنَ العشير» [البخاري: 304].

فاللعن شأنه عظيم، فإذا ثبت في الحديث الصحيح أن «لعن المؤمن كقتله» فالأمر عظيم، والدابة التي لعنتْها صاحبتُها قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة» فسُيِّبَتْ، أي: تُركتْ؛ لأنها ملعونة [مسلم: 2595-2596]، فالأمر ليس بالسهل بالنسبة للعن.

يقول: (وتدعو على بناتها على أتفه الأسباب)، جاء النهي عن الدعاء على النفس والأهل والمال والولد؛ لئلا يوافق ساعة استجابة، ويعوِّد لسانه على الدعاء، فيكون عادةً له فيوافق ساعة استجابة، وبدلًا من أن تدعو عليهنَّ تدعو لهنَّ، لعل الله -جل وعلا- أن يستجيب دعاءها لهنَّ، فيُوفقنَ في دنياهنَّ وأخراهنَّ.

يقول: (كذلك أَحثُّها على لبس القفازات والشُّراب ولكن لا تُلقي لكلامي بالًا)، إذا طلعتْ للسوق بحيث تكون عرضة لرؤية الرجال الأجانب يجب عليها أن تتستر ولا يُرى منها شيء، فيجب عليها أن تلبس ما أمرها به زوجها؛ لئلا تتكشَّف أمام الرجال الأجانب.

وعليكَ أيضًا أن تستمر في نصحها وتوجيهها وترغيبها وترهيبها أحيانًا، وتحرمها من بعض الأشياء التي لا تضر بها، لعلها أن ترعوي، فالمسألة مسألة ترغيب ومسألة ترهيب، تحتاج إلى حكمة ودراسة برويَّة، وبالحكمة والموعظة الحسنة تتغير كثير من الأحوال، والله أعلم.