أخذ الإنسان من أشياء صديقه التي في بيته دون علمه

السؤال
إذا كنتُ عند صديقٍ لي، وأخذتُ من أشيائه دون علمه، علمًا أنني لو طلبتُ منه أو علم أنني أريد ما أخذتُه سرًّا لاشترى لي مثلما أخذت، بل أكثر من ذلك، ولكنني أستحي أن أطلب منه ذلك، فأقول مُحلِّلًا لنفسي: (هو صديق وسيأذن في أكثر)، فهل عليَّ حرجٌ في هذا؟
الجواب

يقول الله -جلَّ وعلا-: {لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا} [النور: 61]، فلا مانع من أن يأكل من بيت صديقه ولو لم يعلم صديقه بذلك، ما لم يضر به وما يحتاجه هو أو أولاده، لا مانع ولو لم يأذن، هذا في الأكل. يقول الحافظ ابن كثير: (وقوله: {أو صديقكم} أي: بيوت أصدقائكم وأصحابكم، فلا جناح عليكم في الأكل منها، إذا علمتم أن ذلك لا يشق عليهم ولا يكرهون ذلك. وقال قتادة: إذا دخلتَ بيت صديقك فلا بأس أن تأكل بغير إذنه).

وأما أخذ شيءٍ من متاعه أو مما يقتنيه، فهذا لا بُد أن يكون بطيب نفسٍ منه، والله أعلم.