معنى قول الله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}

السؤال
ما المقصود بقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد: 11]؟
الجواب

المقصود أن الله لا يغير ما أنعم الله به على قومٍ حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم من طاعة الله –جلَّ وعلا-، فإذا عصوا مع تواتر النِّعم عليهم وكفروا النعمة ولم يشكروها فإن الله يسلبها منهم، والشكر يُزيد {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ}  يعني: هذه النِّعمَ، ولو لم يكن كفرًا بالخروج من الدين {إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]، فإذا غيَّروا ما هم عليه من الطاعة إلى المعصية غيَّر الله ما أعطاهم وسلبهم إيَّاه، فالمعنى أنه لا يسلب قومًا نعمةً أنعمها عليهم حتى يُغيِّروا ما كانوا عليه من الطاعة والعمل الصالح، وبُيِّن هذا في مثل قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الأنفال: 53]، وقال –جلَّ وعلا-: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30].

وكفر النِّعم العقوبةُ فيه مُعجَّلة، فروى النهراواني في كتابه (الجليس الصالح) بسندٍ صحيح عن الحسن أنه قال: "إن قومًا استنجوا بالخبز –نسأل الله العافية-، فما لبثوا إلا يسيرًا حتى أكلوا العذرة"، نعوذ بالله من غضبه وأليم عقابه، ومع الأسف أنه يُوجد بين المسلمين مَن يصل به حد الإسراف والتبذير إلى شيءٍ يندى له الجبين، بينما يُوجد من إخوانه من أهل بلده ومن غيرهم مَن يضطر إلى مثل هذه الأموال وهذه الأطعمة التي تُلقى في النفايات، والله المستعان.