معنى قول الله تعالى: {ولم يكن له وليٌّ من الذل}

السؤال
ما معنى قول الله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ}؟ وهل يُمكن أن يُوصف الله –عزَّ وجلَّ- بالذل؟
الجواب

في قوله -جلَّ وعلا-: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ} [الإسراء: 111]، لم يكن له وليٌّ بسبب الذُّل، يعني أنه لم يَذِل فيحتاج إلى وليٍّ يتعزَّز به، فالذلُّ منفيٌّ عن الله –جلَّ وعلا-، ونُفِي ما ترتَّب عليه من الولي الذي يتعزَّز به.

يقول الإمام الطبري في تفسيره في قوله –جلَّ وعلا-: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ}: (يقول: ولم يكن له حليفٌ حالفه من الذل الذي به -يعني أن هذا الذل لا يُوجد فيُوجد الولي الذي يتعزَّز به بسبب هذا الذل-؛ لأن من كان ذا حاجةٍ إلى نُصرة غيره فذليلٌ مهين، ولا يكون من كان ذليلًا مهينًا يحتاج إلى ناصرٍ إلهًا يُطاع)، فإذا كان متَّصفًا بالذل والمهانة وهو بحاجةٍ إلى مَن ينصره فهذا ليس بإله، فالله –جلَّ وعلا- لا يناله الذُّل، ولا يحتاج إلى أحد، فهو الغني الغِنى المطلق، والخلق كلهم بحاجةٍ إليه.

ويقول الحافظ ابن كثير: ({وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ} أي: ليس بذليلٍ فيحتاج أن يكون له وليٌّ أو وزيرٌ أو مشيرٌ، بل هو -تعالى شأنه- خالق الأشياء وحده لا شريك له، ومُقدِّرها ومُدبِّرها بمشيئته وحده لا شريك له. قال مجاهد في قوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ}: لم يُحالِف أحدًا ولا يبتغي نصر أحدٍ)، والله أعلم.