مقولة: (لا تهتم لأمور غيرك من المسلمين، واهتم بما ينفعك وينفع أسرتك)

السؤال
لديَّ بعض الأصدقاء عندما أُخبرهم بمأساة إخواننا في أي بلد كان، وأن الحرب ضدهم حرب عقيدة، يقولون لي: (دعك منهم، ولا تهتم لأمرهم، واهتم بما ينفعك وينفع أسرتك)، سؤالي: هل هذا الكلام صحيح؟ وما توجيهكم لي ولهم؟
الجواب

هذا الكلام غير صحيح، بل لا بد من الاهتمام والهم لإخوانك المسلمين؛ لتسعى في تخفيف مآسيهم، ولو لم يكن ذلك إلا بالدعاء، أما كونك لا تهتم أصلًا فإنك حينئذٍ لن تبذل أي سبب، ولن تدعو لهم، وجاء في الخبر وفيه كلام لأهل العلم: «مَن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم» [المعجم الأوسط للطبراني: 7473]، لكن الاهتمام بأمر المسلمين لا شك أنه يحدوك ويدعوك إلى المساهمة والسعي في تخفيف آلامهم ومصائبهم، ولا شك أن هذا مطلوب، فلا بد من المساهمة، وأقل الأحوال أن تدعو لهم، وبعض الناس قد يلاحظ -وهو ملاحظ بالفعل- على كثير من المجتمعات الإسلامية وجود المخالفات، فيقول قائل إذا طُلب الدعاء لهم أو طُلبت مساعدتهم بالمال: (هذه ذنوبهم)، صحيح هذه بأسباب ذنوبهم، لكن هل أنت تُسلِمهم لعدوهم بسبب ذنوبهم؟ الله -جل وعلا- عاقبهم بسبب ذنوبهم أو لرفع درجاتهم، لكن أنت موقفك أيها المسلم من أخيك المسلم «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا» [البخاري: 481]، وتصوَّر أنك في يوم من الأيام وقعتَ في مثل ما وقعوا فيه، وتصوَّر أن شخصًا قال: (هذا بسبب ذنوبك، ولا نتدخل في قضاء الله وقدره)، بل أنت مطالبٌ بما أُمرتَ به، وهم مطالبون مِن جهتهم بما أُمروا به، وكلٌّ له من خطاب الشرع ما يخصه، والله أعلم.