الإلزام بحكم المتقدِّم إذا أعلَّ الحديث بدون ذكر سبب

السؤال
إذا أعلَّ المتقدِّمُ الحديث دون أن يذكر السبب، فهل هذه العلة ملزمة لنا؟
الجواب

المتقدمون من الأئمة الكبار هم الأصل في الباب، ولكن تمرين طلاب العلم على قواعد المتأخرين حتى يتمكنوا من هذا العلم ويديموا النظر في أحكام المتقدمين ومقارنتها بقواعد المتأخرين، هذا هو المطلوب من طالب العلم المبتدي، أن يتعلَّم على القواعد عند المتأخرين ويُديم النظر في كلام المتقدمين، ويُكثر من التطبيق لهذه القواعد على الأحاديث، ويُقارن بها الأحكام للمتقدمين، فإذا أكثر من ذلك تولَّدتْ لديه ملكة، فإذا كانت لديه حافظة تسعفه لحفظ الأحاديث التي تجعله يتصوَّر الباب والحديث من جميع وجوهه وطرقه فحينئذٍ يستطيع أن يحكم بالقرائن كما هي عادة المتقدمين، وأما مَن لم يصل إلى هذه المرحلة فهو على قواعد المتأخرين أضبط له، ومع ذلك لا يَجزم في حكمه على الحديث إلا أن يقول: (بهذا الإسناد)؛ لأنه إذا لم يحفظ طرق الحديث فإنه لا يستطيع أن يحكم بالحكم العام إلا أن يحكم على هذا الإسناد بأنه صحيح أو ضعيف على حسب ما يتوصَّل إليه من ثقةِ رجالهِ واتصالِ إسناده، والله أعلم.